خاص للمحافظ طارق عامر
أعرف محافظ البنك المركزى طارق عامر منذ سنوات مضت عندما كان واحدا من أهم المساعدين للدكتور فاروق العقدة محافظ البنك المركزى لدورتين نجح فيهما فى إصلاح أحوال الجهاز المصرفى المصرى وإدارة سعر الصرف وتحقيق فائض كبير من احتياطيات النقد الأجنبي.. وطارق عامر له خبرة مصرفية كبيرة حصدها من العمل في بنوك خارج وداخل مصر والمشاركة من قبل في إدارة البنك المركزى والسياسة النقدية بجوار الدكتور فاروق العقدة لسنوات.. ومن هذا المنطلق أوجه مقالى هذا إليه.
خيارات الاقتصاد
فقد خشيت من خلال رسالته للأستاذ فاروق جويدة التى عرضها على مدى يومين بجريدة الأهرام أن يضيق صدره أمام ما يتعرض له من انتقادات في ظل تصور يسيطر أحيانا على المسئولين إنهم لا يفعلون إلا كل ما هو صحيح وسليم وإنهم يرون مالا يراه منتقديهم.. وهذا غير صحيح بالمرة.. فإننا جميعا بشر والبشر يخطأ ويصيب ولسنا منزهين عن الخطأ، فضلا عن أن أمور الاقتصاد تتسع لخيارات عديدة ومن يدير مضطر للمفاضلة بينها وإختيار ما يراه هو الأنسب، بينما قد يرى آخرون أن الأنسب والأفضل ليس ما إختاره المسئول.. وهذا أمر عادى وطبيعى ومفهوم ويتعين على المسئول أن يحافظ دوما على صدره واسعا لبحث ودراسة كل ما يقال حول أمور الاقتصاد الذى يشارك في إدارته خاصة إذا كان يتضمن بدائل أخرى لسياسات مقترحة.
نعم أنا أتفق تماما مع الأستاذ طارق عامر في إننا نكبنا بمجموعة من الشخصيات تقدم نفسها بوصفهم خبراء يفقهون في كل شىء وهم غير ذلك وساهم الإعلام في تلميعهم والترويج لهم.. ولدينا أيضا خبراء سبق أن جربنا مقترحاتهم وحلولوهم من قبل وكانت النتائج كارثية وخطيرة.. ولدينا كذلك نوعية أخرى من الخبراء سبق أن ألحوا في تنفيذ مقترحات والأخذ بسياسات نقدية ومالية وعندما تم الأخذ بها إنقلبوا على أعقابهم وانطلقوا يهاجمون هذه السياسات ومن انتهجها ونفذها!
ولكن من بين كل هذا الركام البائس فإن هناك من بين ما يقال ولو بشكل انتقادات يستهدف أصحابه مخلصين مصلحة البلاد والعباد ويبغون فعلا إصلاحا اقتصاديا يستفيد منه جميع المصريين لا حفنة قليلة منهم.. وهنا أرجو من محافظ البنك المركزى أن يكون صدره مفتوحا على مصراعيه لهم.. يستمع لهم بإنصات وإهتمام ويخضع ما يقولون للبحث والدراسةً، وهو فى النهاية سيكون المستفيد الأول لآن أى نجاحات سوف تنسب له أولا.