الترشيد الحكومي بدأ!
حتى ولو تأخرت الحكومةَ شهورا منذ اندلاع الأزمة الاقتصادية فحسنا فعلت حينما قررت تخفيض الإضاءة في المؤسسات الحكومية والأماكن العامة والشوارع والميادين لتخفيض استهلاك الغاز المستخدم في إنتاج الكهرباء وتوفيره للتصدير لزيادة مواردنا من النقد الأجنبي.
ولعل ذلك يكون بداية أن تمضي الحكومة في طريق ترشيد الاستهلاك والإنفاق ليس فقط في فترة الأزمة وإنما ليصير نهجا عاما يلتزم به المجتمع دوما وبشكل مستمر.. ولو نظرت الحكومة بعين فاحصة سوف تجد بالقطع ما يستحق الترشيد على غرار ما قررت أن تفعله في إضاءة الشوارع والميادين والملاعب والمؤسسات الحكومية والكافيهات والنوادي الاجتماعية والرياضية..
وسوف يكون مؤثرا جدا أن تبدأ الحكومة بنفسها والمؤسسات والوزارات التابعة لها فى العاصمة وكل المحافظات والوحدات المحلية.. حتى ولو كان ما ستوفره الحكومة أحيانا رمزيا أو محدودا في بعض القرارات مثل سيارات الوزراء. ومكاتبهم ومستشاريهم واجتماعاتها في العلمين إلا أنه سيكون موجها للمجتمع للمضى أيضا في طريق ترشيد الإنفاق.
إن الأسرة، أى أسرة تواجه مضطرة النقص في الموارد أو الزيادة في الأسعار بتخفيض استهلاكها وإنفاقها، وهذا ما يتعين على المجتمع أن يفعله.. والذي سيقود المجتمع لأن يفعل ذلك هى الحكومة، ولن تقدر على ذلك إلا إذا بدأت بنفسها.. فلن يستجيب لها أحد وهو يراها غير حريصة على تخفيض إنفاقها وإنفاق كبار مسئوليها.
أما بالنسبة لتخفيض استهلاك الكهرباء تحديدا فإنه من الممكن التفكير في تخفيض ساعات البث التليفزيوني أيضا مثلما يتم التفكير الآن في التبكير بموعد بدء مباريات كرة القدم.
على كل حال.. نحن نحتاج أن نشعر جميعا إننا في وضع استثنائي طابعه الأزمة وعلينا أن نعيش بما يفرضه علينا هذا الوضع حتى نتجاوز تلك الأزمة بأقل الخسائر الممكنة وهنا المسئولية الأكبر على الحكومة.