نبذ التعصب.. كيف والأهلي فوق الجميع!
تعالَ ندعوا إلى نبذ التعصب في الرياضة، هكذا قال الصديق د. شريف مليكة الذى يعيش في أمريكا، دعوة جميلة نبيلة، يرى أنها تبدأ من الجمهور ولكن أرى أن نبذ التعصب يبدأ من عدالة تطبق على جميع الأندية، اختفاء التعصب من إدارات الأندية، اختفاء التعصب من الإعلام، انضباط الأجهزة الرياضية للأندية، لو حدث هذا فإن التعصب سيتراجع تدريجيا ويختفى، ولكن المنظومة الرياضية تستفيد من إشعال التعصب والتوتر بين الجماهير، المنظومة التى تسيطر الآن على الرياضة تبث كل عوامل التعصب والتوتر بين الجماهير، والذى يدعو للدهشة أن الجماهير التى تشجع بلا مقابل هى الضحية في كل ما يحدث.
وللمرة الألف إذا أردت القضاء على التعصب لابد أن تعرف الأسباب الحقيقية التى جعلته ينمو في المجتمع؟ السؤال: من هو الأقوى في تحقيق البطولات وإعلاميا ونفوذا؟ الإجابة ليست صعبة، الأهلي تقريبا يسيطر على البطولات، الإعلام كله بلا استثناء يؤيد ويؤازر الأهلي، أما النفوذ فالحكومة كلها وراء الأهلي، وكان من المضحك والمثير للسخرية أن المواطنين فوجئوا بأن أتوبيسات النقل العام عليها إعلان "معاك يا أهلي" وكأن الحكومة بقبولها هذا الإعلان تعلن دعمها للنادى المسكين الذى خسر بخمسة أهداف إفريقيا..
إذن إذا أرادت الحكومة نبذ التعصب فلابد من تغيير هذا الواقع أولا، وهذا يأتى في جعل العدالة بين جميع الأندية، العدالة التى تعطى الحق للنادي الصغير قبل الكبير، لا يكون على النادي الكبير ريشة تميزه على الآخرين، أما الإعلام فهو أحد أسوأ العناصر في المنظومة الرياضية، وهو مسخر للأهلي، أذكر فى انتخابات الأهلى التى تنافس فيها حسن حمدى وحسام البدراوى، أن حسن حمدى كافأ بعض الصحفيين ممن وقفوا معه عضوية عاملة في الأهلى، ومنهم من نال هدايا ذهبية..
التعصب والثلاث نقاط
عندما قدم تليفزيون الدولة من خلال النيل للرياضة ستاد النيل، من كان يقف خلفه؟ وكالة الأهرام للإعلانات، وكان أول من أوائل من قدم التعليق على المباريات هو محمود الخطيب الموظف فى وكالة إعلانات الأهرام، والحقيقة لم يعجبنى وجود شخص واحد فقط يقدم التعليق على المباريات، وانتقدت هذا على صفحات جريدة الشعب، وللعلم لم أكن أعرف أن وكالة الأهرام هى الراعى، فكتب حسام الدين فرحات شكوى ضدى إلى رابطة النقاد الرياضيين التى كان يرأسها الراحل ابراهيم حجازى..
فما كان من إبراهيم حجازى إلا أنه مزق الشكوى وألقى بها في سلة المهملات، بالرغم أنني وحجازى كنا في معظم الأوقات مختلفين، ومن عجب أن الشيخ طه اسماعيل الذى اقترب من 85 سنة يكون نموذجا مدمرا لكل قواعد الرياضة والروح الرياضية، الشيخ طه فى الستينات لم يحقق للأهلي سوى بطولة الدورى مرة أو إثنين على الأكثر، بالرغم من الفريق كان يضم صالح والفناجيلى والشيخ طه ومروان والشربينى..الخ ولكن أن يبكى على شاشة التليفزيون لأن الأهلى خسر أو مستواه متراجع فهذه رسالة سلبية سيئة، هل إلى هذه الدرجة نصدر التعصب إلى المجتمع؟ كيف نوجه اللوم إلى الجماهير إذا كان هذا تصرف رياضى مثل الأهلى ومصر لاعبا ومدربا وأكاديميا؟
منذ خسر الأهلى كأس مصر وتراجع المستوى أقيمت سرادقات للعزاء في جميع القنوات الرياضية وغير الرياضية حتى الذى لا يفهم أفتى بأى شىء، هذا كله لأن الجميع يتحدث لغة واحدة وهى أن الأهلى فوق الجميع ويجب ألا يخسر سواء كان جديرا بالفوز أو غير جدير، فالأخ إيمانويل جوزيه الذى كان هوايته جمع كل نجوم مصر رسخ لدى الأهلى والجمهور أن المهم الثلاث نقاط، وطبيعى الجمهور يتأثر بكل يقال له..
الجميع يتحدث عن الأهلى وخسارته الممنوعة، ولكنهم لا يتحدثون عن أكثر من مليار جنيه ثمن صفقات فاشلة في السنوات الأربعة الأخيرة، لا يتحدثون عن تراجع الأداء الإدارى قبل الفنى، وتردى إدارة الفريق وحضور عدد من اللاعبين للحفلات والسهر حتى الفجر وإشراكهم في أول مباراة هو نتيجة ضعف وفقد السيطرة من إدارة الفريق..
لا أحد يتحدث عن معارك وهمية خلقتها إدارة الأهلي مثل عبدالله السعيد، وتورطه في هروب محمود كهرباء وبالرغم من وجود كهربا على قوة الأهلى ثلاث مواسم إلا أن الأهلى لم يستفيد منه بشىء ولم يأتى إلا بالمشاكل، وكهربا يذكرنا بما حدث منه عندما إعتدى على زملائه في حجرة الملابس واعتدائه بالقول والتشويح مع موسيمانى، لا أحد يتحدث عن صفقة 140 مليون جنيه فى لاعب عادى إسمه الشحات، المشكلة لدى إدارة الأهلي إنه نادى لا يخطئ وأنه فوق الجميع، والجميع متآمر عليه، ومجلس الأمن والأمم المتحدة يتآمران عليه أيضا، والحرب الروسية الأوكرانية سبب تراجع مستوى الأهلي.
وللحوار بقية.. نبذ التعصب يبدأ من مراجعة كل هؤلاء.