خالد سالم يكتب: زمن احتلال الإعلام
كنا زمان في تمام الساعة السادسة ثم التاسعة مساء نكتم الأنفاس لأن الوالد يشاهد النشرة الإخبارية على شاشة التليفزيون وكذلك نشرة الإذاعة من البرنامج العام.
وعندما تزداد الأحداث سخونة ندير مؤشر الراديو على إذاعة البي بي سي، من لندن أو إذاعة مونت كارلو، وكان من المقدسات لدى الأسر شراء جريدة الأهرام لمعرفة الأخبار المحلية والدولية وحل الكلمات المتقاطعة بالقلم الرصاص ومسحها بالأستيكة ليحلها باقي أفراد الأسرة.
البطل الإعلامي الجديد
أما اليوم فالبطل الإعلامي الجديد؛ الموبايل، قام بالاحتلال الكامل لعقولنا وأعمالنا وإعلامنا وإعلاناتنا واستهلك أموالنا من شحن الرصيد، وأصبح لكل فرد من الأسرة على الأقل موبايل واحد، إن لم يكن اثنين أو ثلاثة.
وأصبح المربي والمعلم والمسيطر وانتصر في كل معاركه مع وسائل الإعلام وطوعها لمصلحته وحده.
تكنولوجيا السيطرة
وآخر تكنولوجيا السيطرة ألعاب تحصيل الأموال من الألعاب وحساب خطواتك وعرض فيديوهاتك وكافة انشطة حياتك واصبح كل من يملك موبايل بسهولة يصبح نجم بعيدا عن أية قيم أو رقابة ويحقق مكسب مالي وإرسال دولارات من تلك البرامج لحسابك وعرض عليك سيل من الاعلانات عملية غسيل للعقول، واستهلاك الوقت، وتطويع البشر كأدوات ترويج لتلك البرامج الاعلامية الاعلانية التي لانملك حائط صد لها إلا تأهيل الأجيال القادمة علميا ونفسيا واجتماعيا.
--------------------------------------------------------------------------------------
( * ) كبير مخرجي التليفزيون المصري، ونائب الأمين العام لاتحاد الإعلاميين الأفروآسيوي.
