في ذكرى رحيله.. كيف قدم مخرج "بوجي وطمطم" دليلا أنه البطل الحقيقى لمسلسل زيزينيا
من منا لم يشاهد بوجى وطمطم صغيرا كان أم كبيرا يردد أغانيها التي يخرجها الفنان المبدع محمود رحمى ـ ولد في يوليو 1939 ورحل في مثل هذا اليوم 23 يوليو 2001 ـ وما بين الميلاد والرحيل 62 عاما أمضى منها أربعين عاما يقدم اعمالا متميزة للأطفال تركت بصمات واضحة في قلوب الصغار والكبار منها ارنوب ودبدوب مع سلوى حجازى وبقلظ مع نجوى إبراهيم كما قدم اوبريت اللعبة.
إلا أن أشهر أعماله على مستوى الوطن العربى بأكمله هو مسلسل بوجى وطمطم الذى قدمه للمرة الأولى عام 1982 وارتبط بشهر رمضان وحقق نجاحا كبيرا لكنه توقف في أواخر التسعينات بسبب مشاكل الإنتاج فسقط رحمى صريعا للمرض ثم كان الرحيل.
اعتراف بالحقيقة
وقبل الرحيل بعام واحد تحدث الفنان محمود رحمى عن نفسه في مجلة نص الدنيا عام 2000 وقال: أنا ابن أحد المناضلين الذين اشعلوا ثورة 1919 وصودرت أمواله وحكم عليه بالإعدام، وعدل الحكم بعد رشوة قدمها أبى إلى القاضي الإنجليزى ودفع فيها كل ثروته، وكان نتيجتها الحكم بالسجن فقط، وقد سجل مؤرخنا عبد الرحمن الرافعى قصة المواطن محمد على رحمي في كتاب له عن تاريخ مصر كان من أصدقاء ابى الوزير السابق طراف بيك والد نور الدين طراف وزير المواصلات في عهد الملك فؤأد.
وأضاف مخرج العرائس محمود رحمى فيقول: عندما سافر أبى محمد علي رحمي إلى سويسرا للدراسة تزوج هناك من سيدة سويسرية وانجب منها ابنا واحدا، ثم تزوج أمى وأنجبنى أنا وشقيقى، وأمى هي التي ربتنا على الانتماء للوطن والتضحية من أجل الناس، وقد نشات في حى شوتس بالإسكندرية وكان لنا جارة إيطالية اعتقل زوجها وتركها وحيدة، تبنتنى وعشنا وعشت معها في الفلة المقابلة لنا، وقد كتب قصتنا وقصة هذه السيدة في فيلا مقابلة لنا، وقصتى هذه كتبها السينارست أسامة أنور عكاشة في مسلسل زيزينيا وأنا البطل الحقيقي للمسلسل.
موهبة الحكى
وأضاف محمود رحمى قائلا كانت السيدة الإيطالية هي أمى بالتبنى وليست في الحقيقة، ولما سألت أسامة عكاشة: أنت عرفت حكايتى منين ؟ فيضحك، فقد كان لا يفصل بين حى شوتسى وزيزينيا إلا خط الترام، ومات ابى فتوليت لا شعوريا دور الأب لأخى الصغير واكتشفت في نفسى موهبة الحكى وصرت حكاء من الدرجة الأولى.
وتابع رحمى: انتقلنا للعيش في القاهرة ولم استطع التكيف مع الحياة فيها، وسافرت مع بعثة التليفزيون إلى ألمانيا وعملت هناك في ستديو للعرائس في قرية شبيهة لقريتنا وكانت هذه هي البداية فقد أحببت العمل في برامج الأطفال من خلال العرائس مستغلا ما تعلمته من حكى القصص لأخى في تأليف دراما متكاملة محبوكة توازن بين الفكر والفن، وظلت قريتى سوتشى هي العامل الكبير المؤثر في مشوارى الفني مع الرسوم المتحركة والتليفزيون الذى تأثر بتربيتى ونشأتى بالاسكندرية ز