رئيس التحرير
عصام كامل

شرق أوروبا يشتعل.. اشتباكات بين أذربيجان وأرمينيا.. ومواجهة وشيكة بين صربيا وكوسوفو

 الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

وكأن الحرب الروسية الأوكرانية لم تكن كافية، فثمة نذر حروب على أكثر من جبهة جديدة في شرق أوروبا، المنطقة التي باتت الأكثر سخونة في العالم.

الحرب الأولى الوشيكة بين غريمين تقليديين أوربيين، وهما صربيا وكوسوفو، لتزيد هذه الأحداث من سخونة الأوضاع وتنذر بمزيد من الأزمات السياسية والاقتصادية في القارة العجوز، حيث تشهد الحدود بين البلدين توترًا مع قرب دخول خطة بريشتينا بشأن منع دخول المواطنين الصرب بوثائق شخصية صادرة عن بلجراد، قبل أن تؤجلها لمدة شهر لتخفيف حدة هذه الأزمة.

غارات جوية

وانطلقت في ساعات متأخرة من مساء الأحد الماضي، أصوات صفارات إنذار للتحذير من غارات جوية محتملة بمدينة ميتريفوكا في كوسوفو على الحدود مع صربيا بعد تداول أخبار تقول أن القوات الصربية دخلت كوسوفو وسماع المواطنين لإطلاق نار، فما القصة؟.

بالرغم من إعلان كوسوفو استقلالها عن صربيا في 2008 لا يزال نحو 50 ألف صربي يعيشون في شمال البلاد يستخدمون اللوحات المعدنية والوثائق الصربية رافضين الاعتراف بالمؤسسات التابعة للعاصمة بريشتينا، وفي 2021، أعلنت حكومة رئيس الوزراء، ألبين كورتي، إنها ستمنح الصرب فترة انتقالية للحصول على لوحات معدنية صادرة عن كوسوفو إلا أنها لم تستطع التنفيذ بعد احتجاجات مماثلة، قبل أن تعلن في نهاية مايو الماضي عن مهلة مدتها 60 يوما لتنفيذ خطتها.

وقالت حكومة كوسوفو إنه اعتبارا من الأول من أغسطس الجاري يتعين على جميع مواطني صربيا الحصول على وثيقة إضافية على الحدود لمنحهم الإذن بالدخول، وهو ما تطبقه سلطات بلجراد على سكان كوسوفو الذين يزورون صربيا.

ومع نهاية المهلة، نظم الصرب في الجزء الشمالي من كوسوفو احتجاجات على الطرق السريعة الرئيسية في المنطقة رفضا لقرارات بريشتينا بحظر لوحات السيارات والوثائق الشخصية الصربية.

وحسب قناة «أر تي إس» التلفزيونية الصربية، فإن المواطنين قطعوا حركة المرور تمامًا على الطرق القريبة من بلدات كوسوفسكا ميتروفيتشا ويارين وزوبين بوتوك، وهتف المتظاهرون، الذين لا يوافقون على قرار سلطات كوسوفو غير المعترف بها، «لا استسلام».

من جانب آخر، أعلنت أذربيجان الأربعاء انها سيطرت على مرتفعات استراتيجية عدة في إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه مع أرمينيا.

"انتقام"

وقال الجيش الأذربيجاني إنه شن عملية اطلق عليها اسم "انتقام" ردا "على التحركات الإرهابية غير المشروعة للمجموعات الأرمنية المسلحة في أراضي أذربيجان" التي أدت إلى مقتل جندي أذربيجاني.

من جهتها، دعت أرمينيا المجتمع الدولي إلى وقف تصرفات أذربيجان "العدوانية" في جيب ناغورني قره باغ المتنازع عليه حيث أدى تصعيد لأعمال العنف إلى سقوط ثلاثة قتلى، ما يعيد شبح حرب العام 2020.

وأكدت وزارة الخارجية الأرمنية في بيان "تدعو يريفان الأسرة الدولية لاتخاذ تدابير لوقف التصرف والاعمال العدوانية لاذربيجان وتفعيل الآليات لتحقيق ذلك".

ردود فعل

وفي أول رد فعل على الاشتباكات الأخيرة قال المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل في بيان "من الضروري الحد من التصعيد والاحترام الكامل لوقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات للبحث عن حلول تفاوضية".

وأعرب عن أسفه لأنّ المواجهات قد أدّت إلى سقوط قتلى وجرحى. كذلك أكد أنّ "الاتحاد الأوروبي لا يزال عازمًا على المساعدة في التغلّب على التوترات ومواصلة التزامه السلام والاستقرار الدائمين في جنوب القوقاز".

 واتهمت روسيا أذربيجان بانتهاك وقف إطلاق النار في جيب ناجورني قره باغ مضيفة أن جنودها لحفظ السلام المنتشرين في المنطقة يحاولون "تحقيق استقرار" الوضع.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان "في منطقة ساريبابا انتهكت القوات المسلحة الأذربيجانية وقف إطلاق النار" مضيفة أن "قيادة قوة حفظ السلام الروسية تتخذ مع ممثلين عن أذربيجان وأرمينيا خطوات لتحقيق الاستقرار".

وتؤجج هذه الاشتباكات التوتّرات بين باكو ويريفان في هذا الجيب الجبلي، الذي كان مسرحًا لحرب بين أذربيجان وأرمينيا في العام 2020.

الجريدة الرسمية