آمال ماهر والحكومة !
ما أثير حول حفل آمال ماهر في العلمين لم يمثل إغراء لي للكتابة عنه رغم أن مواقع التواصل الاجتماعي تناولته بإسهاب بالغ نظرا لما ارتبط بإقامةَ الحفل ذاته بكثير من الأقاويل المختلفة والمتناقضة.. ولذلك لم أفكر في الكتابة عن عودة آمال ماهر للغناء مجددا بعد توقف واحتجاب طال والاستنتاجات التى استخلصها البعض من هذا الحدث، لآن عودة آمال ماهر للغناء وضع نهاية لكل ذلك.. ولم أفكر أيضا في الكتابة عن مجريات الحفل الذى اعتبره البعض ناجحا واعتبره آخرون غير ذلك، لآن الحفل متاح متابعة الكترونيا والحكم على مدى نجاحه..
كذلك لم أفكر في الكتابة عن المقطع الذي اختارته آمال ماهر من أغنية جديدة لها إسمها ذرة رجولة لتغنيه في العلمين ولمن وجهت تلك الأغنية، فقد تعلمنا منذ الصغر أن المعنى للشعر دوما كما يقال في بطن الشاعر!
الحس السياسي
لكن ما دفعنا للكتابة عن حفل آمال ماهر هو حضور بعض الوزراء الحفل.. وأنا هنا لا أقول لا سمح الله إنه ليس من حق الوزراء الاستمتاع بالإجازات وحضور الحفلات والأنشطة الرياضية.. بل ربما كان ذلك ضروريا لتنشيط افكارهم مثل كل البشر.. وأتذكر إنه كان لدينا رئيس حكومة فيما مضى يلزم الوزراء على أن ينالوا أجازة صيفية للحفاظ على لياقتهم الذهنية.. إلا إننى أتحدث هنا عن توقيت حضور بعض الوزراء الحفل الذى من المؤكد أن أسعار تذاكره فى مقدورهم دفعه، مثلما فى مقدورهم دفع تكلفة الإقامة فى العلمين لحضور اجتماعات مجلس الوزراء في مقره الصيفى الثاني..
فقد ظهر وزراء في الحفل بينما يعاني قطاع واسع من المصريين من الغلاء الذي لا يتوقف والذي شمل كل شىء، وهم يحتاجون أن يؤكد لهم السادة الوزراء إنهم يقدرون عناء تحملهم هذا الغلاء الكبير.. وهنا أنا أتحدث عن الحس السياسي في تصرف السادة الوزراء.
لقد غضب قطاع واسع من جمهور النادي الأهلي لمشاركة عدد من لاعبي النادي في فرح بينما في وقت دقيق يتسم بالأزمة، واعتبروا ذلك يمثل استفزازا من اللاعبين لهم، رغم أن من حق أي لاعب أن يشارك في أفراح وحفلات في الظروف العادية.. لذلك أتمنى أن يظل وزراء الحكومة متنبهين إلى أن الأغلب الأعم يعاني وطأة التضخم ويحتاجون أن يشعروا أن حكومتهم متضامنة معهم ومقدرة معاناتهم وتسعى للتخفيف عنهم.. أليس ذلك هدف إجراءات الحماية الاجتماعية الجديدة التي وجه بها الرئيس السيسي؟