معلومات الوزراء: دول العالم تدرس إمكانية استخدام الطاقة النووية مرة أُخرى
المحتويات
أظهر تقرير صادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، أن العديد من دول العالم تنظر في إمكانية استخدام الطاقة النووية مرة أُخرى، حيثُ أدت الحرب في أوكرانيا إلى إثبات أن الاعتماد على الوقود الأحفوري الروسي بدلًا من إنتاج الطاقة النووية محليًّا كان له نتائج عكسية، وخير دليل على ذلك هو القرار الأخير الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي لتصنيف الطاقة النووية على أنها "طاقة خضراء"، وقد يؤدي ذلك إلى إنشاء استثمارات بالمليارات في مشروعات الطاقة النووية.
روسيا تقدِّم 40% من احتياجات الاتحاد الأوربي للغاز
ومن منظور التطورات والتحركات الدولية الأخيرة على الساحة، يمكننا القول إن قطاع الطاقة العالمي أصبح أمام تحول كبير؛ ففي الوقت الذي كانت تسعى فيه الدول للتخلي التدريجي عن مصادر الطاقة غير النظيفة وإيجاد مصادر بديلة نظيفة وخضراء، جاءت الأزمة الروسية - الأوكرانية وما تبعها من تحالفات دولية وإقليمية جديدة، لتوضح هشاشة نظام الطاقة العالمي، ومدى اعتماد الدول على مصادر الطاقة غير النظيفة ومن مصادر محدودة، حيث أن روسيا وحدها تقدِّم 40% من الغاز الذي يحتاج إليه الاتحاد الأوروبي ككل.
وبالتالي ستعمل الدول على تنويع مصادرها من الطاقة، وستلجأ إلى طرق بديلة أبرزها العودة لاستخدام الطاقة النووية، ولكن ما زالت الرؤية حول الطريقة التي سيتطور بها قطاع الطاقة العالمي ككل في المستقبل غير مكتملة، إلا أن هناك حقيقة واحدة واضحة، وهي أن صناعة الطاقة تقف على أعتاب تغيير هائل، سيعتمد على التحالفات والتكتلات الدولية الأخيرة، ومدى ملاءمة المصادر الجديدة للكوكب، ومستوى التكنولوجيا المطلوبة.
قطاع الطاقة يستعد لتغيرات جذرية تزامنًا مع تغير المناخ السياسي
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تقريرًا جديدًا تحت عنوان " قطاع الطاقة يستعد لتغيرات جذرية تزامنًا مع تغير المناخ السياسي والتحالفات الدولية".
وسلط التقرير الضوء على توقعات المؤسسات الدولية بأن يواجه العالم خطر حدوث أزمة طاقة؛ كما يرصد التقرير تحركات الإدارة الأمريكية للبحث عن طرق لضمان الإمدادات الكافية من النفط ومنع أزمة الطاقة، وكذلك توقيع روسيا صفقة طاقة بقيمة 40 مليار دولار مع إيران، كما يستعرض التقرير التوقعات العالمية بعودة الطاقة النووية إلى المشهد العالمي في ظل احتدام الأزمة الحالية.
وأشار التقرير إلى أن قطاع الطاقة يشهد حاليًا حالة من الاضطراب، وهذا الاضطراب ليس بسبب الحرب الروسية- الأوكرانية فقط، بل أيضًا بسبب نقص الاستثمار في قطاع الطاقة خلال السنوات الماضية؛ حيث بلغ الاستثمار في قطاع النفط والغاز 341 مليار دولار فقط في عام 2021، أي أقل بنسبة 23٪ من مستوى ما قبل كوفيد-19 البالغ 525 مليار دولار، وأقل بكثير من الذروة الأخيرة في عام 2014 البالغة 700 مليار دولار، وفقًا لمؤسسة الطاقة الدولية.