نحن أخطأنا!
هذا ما يقوله بعض الألمان الآن ومنهم خبراء طاقة.. فمنذ بضع سنوات قليلة قررت ألمانيا أن تتخلى عن توليد الكهرباء من المحطات النووية وأغلقت بالفعل عدد من هذه المحطات النووية وكانت تخطط لإغلاق المزيد منها مستقبلا.. لكن ذلك جعل ألمانيا أكثر اعتمادا فيما تحتاجه من طاقة على الغاز الروسى.. وحتى وقت قصير خططت ألمانيا لزيادة اعتمادها على الغاز الروسى في ظل علاقات دبلوماسية وسياسية متنامية بين كل من روسيا وألمانيا..
ولذلك شرع البلدان فى إقامة خط غاز ثان جديد يربطهما معا ليتدفق الغاز الروسي بسهولة ويسر مباشرة وبكميات مضاعفة إلى الأراضى الألمانية ومنها إلى كل أوروبا بدلا من الإعتماد فقط على الخط الذى يمر عبر الأراضى الأوكرانية.. لكن جاءت المياه الروسية بما لا تشتهي السفن الأمريكية.. فقد إندلعت الحرب الروسية الأوكرانية وتداعت الأحداث حينما خفض الروس كميات الغاز إلى أوروبا..
وقبلها اشترطوا أن يدفع الأوربيون ثمن الغاز بالروبل الروسى، وهو ما أثار مخاوف كبيرة لدى الأوربيين وبخاصة الألمان في أن يوقف الروس تدفق الغاز لهم وهم يعتمدون عليه ولا يستطيعون الاستغناء عنه، حتى ولو زادت صادرات غاز دول الشرق الاوسط لأوروبا، فهى لا تستطيع تعويض النقص في صادرات الغاز الروسى لهم.
هنا اكتشف خطأ القرار الذى سبق أن اتخذوه بتخفيض الاعتماد على الطاقة النووية وإغلاق عدد من المحطات النووية.. وهناك من يطالب داخل ألمانيا بمراجعة هذا القرار الآن والتوقف عن إغلاق مزيد من المحطات النووية، بل والسعى لتشغيل المحطات النووية التى أغلقت في السنوات الأخيرة.
ولعل ذلك يكون درسا لمن سارعوا بإعلان رفضهم واعتراضهم على المشروع النووى المصرى الذى يتم تنفيذه الآن بمساعدة روسيا بدعاوى مختلفة من بينها ضخامة القرض الروسى، ومخاوف من عدم القدرة على تشغيل المحطات النووية المصرية.. فكما ننوع مصادر تسليحنا يجب أن ننوع مصادر الطاقة أيضا.