زُراع الزوان ومسموم الأفكار
لا تنتظر شيئًا حسنًا من أولئك الذين يزرعون الفتنة ويسممون أفكار الناس ويزعزعون إيمانهم فى الله وفى كتابه المقدس الجليل وتقاليدهم الرسولية، سواء حصل هذا فى البيت أو فى المدرسة أوالجامعة أو فى الندوات الثقافية أوالمؤتمرات الشبابية أو فى بعض القنوات الفضائية أو فى بعض المواقع عبر وسائل التواصل الأجتماعى أو عن طريق بعض المنشوارت الكتابية.. فيما هذا إلا مجهود شخصى شيطانى يهدم النفوس حتى يجلعها تزدرى بكلمة الله المقدسة التى أعطانا إياها، كلها كلمات روحية..
ومما يؤسف له حقًا أن عملًا كهذا يسمم القلب بسرعة مدهشة أكثر من تثبته بالنعمة والحق بكلمة الله، وما هذا إلا برهان على فساد القلب واستعداده للبعد عن الله خالقه ومخلصه.. فكم من الناس ينتقدون أقوال الله فى الكتب المقدسة، بتفسيراتهم الخاطئة ويبثونها للناس البسطاء فى العلم والثقافة الدينية، والجميع يؤمن بالنصوص الإلهية ويعلم تمامًا علم اليقين بأن لا يوجد غذاء روحى للإنسان غير كلمات الله وأقواله المقدسة.. فيجتهدون هؤلاء -أعوان رئيس هذا العالم- بزعزعة إيمان الشباب بعدم ثقتهم فى وعود الرب وعمله ووصاياه المقدسة ببعض كلمات حرفية ليس لها أى معانى روحية، والشباب هم المستقبل وللأسف يدفعون بهم إلى الهاوية وهم لايدرون!
فالويل ثم الويل لإولئك القادة العميان، مهما قذفوا بألسنتهم المسمومة ومهما علا شأنهم فى هذا العالم الزائل، فهم مكرهة الرب وحجر عثرة لنفوس كثيرة تبحث عن الحق وتطلب محبة الله لهم، فيصدونهم عنه بانتقاداتهم غير المبنية على الحق والعدل والإيمان المستقيم بالله، لذلك وضعهم الله القدوس الخالق تحت غضبه ودينونته المخيفة لذلك يقول الكتاب (مخيف مخيف هو الوقوع بين يدى الله الحى) إذًا هؤلاء المجرمين في حق الرب وتعاليمه المقدسة سوف ينالون عقابًا شديدًا..
تحذير إلهى
فالتحذير الإلهى يقول لنا (من أعثر هؤلاء الصغار المؤمنين بى، فخير له أن يعلق فى عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر) فننظر إلى هذه الكلمات الإلهية تختلف تمامًا فى اسلوبها وشدتها عن كلام الحديث البشرى المتملق والكذب المستمر الذى ينطق به ناشرين السموم، أما زراعو الزوان، فهم أولئك الذين يخلطون كلمة الله المقدسة بالحكمة البشرية الخاطئة، أى اجتهادات شخصية عقيمة، لأنهم يسعون على تحريف كلام الله بأن يحذفوا بعض الكلمات في النص الإلهى في كتابه المقدس، أو يضيفوا عليه كلمات حسب تفسيراتهم الشيطانية، لذلك هؤلاء يستحقون التحذير الإلهى والعقوبة الصارمة بشأن التلاعب بكلمته المقدسة..
فقال لهم الرب "لا تزيدوا على الكلام الذى أنا أوصيكم به ولا تنقصوا منه لكى تحفظوا وصايا الرب الهكم التى أنا أوصيكم بها"، وما جاء عنهم من قبل الرب قائلًا: (إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة فى هذا الكتاب، وأن كان أحد يحذف كلمة من كلمات الله.. يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب فى هذا الكتاب ولا يكون له نصيب معى فى الحياة الأبدية)، فمصيرهم مدينة أبليس والنار الأبدية، فكل إنكار وجحود من الذين لايؤمنون بأن كتاب الله هو كلمة الله فحجتهم لابد أن تكون مبنية على حقائق واقعة ومطابقة لها..
أخى الحبيب والقارئ الجيد: نسمع صوت الرب فى هذا الأمر الذى يقول "أمحى الذنب بالتعليم السليم" ولا تتكل على أولئك القادة العميان الذين يعيشون فى ظلمة الخطية، لابد لهم من السقوط في الهاوية "الهلاك الأبدى" أحذر أن يأخذونك معهم! الله أعطى لك الحرية ولكى تتمتع معه وأعد لك المكان الأبدى.. أنت بلا عذر أيها الإنسان.. طريق الرب أمامك وطريق إبليس أمامك.. لك نفسًا واحدة وهى خالدة، لابد أن تختار وأنت حى على الأرض المكان الأبدى الذى تقضى فيه أبديتك ولا يستطيع غيرك أن يختار لك هذا المكان المعد لك من قبل الرب منذ تأسيس هذا العالم..
أخى الحبيب أحسبها صح وتأمل في ذلك اليوم العظيم الذى تفتح فيه الأسفار وتسأل نفسك كيف ترى المحكمة العليا؟ وكيف تكون عدالة السماء؟ وكيف تفف أمام منبر الديان العادل "القاضى الأعلى وحكمه عليك"؟ لا شيئًا ينفعك فى ذلك اليوم إلا شيئا واحد وهو: (عملك الصالح خلال مدة حياتك على الأرض من خلال وصايا الرب وأحكامه)، "مخيف هو الوقوع بين يدى الله الحى"، ومن له أذنان للسمع فليسمع ما يقول الروح القدس.