الحكمة
ما هى الحكمة في نظر الإنسان؟ الحكمة هى ميزان كل الفضائل، وهى أجمل فضيلة يتمنى أي إنسان على وجه الأرض أن يقتنيها، الحكمة هى الميزان الحساس لكل تصرفاتنا، لو اتصف بها الإنسان لصار في سلام وأمان وطمأنينة في كل أمور حياته، الحكمة هى عطية وموهبة من الله.. سليمان الحكيم أعظم رجال الحكمة في جيله، قد شعر أن أهم شىء يطلبه فى حياته هو الحكمة، لأن موهبة الحكمة تعطى الإنسان إفرازا.. طلب سليمان الحكيم الحكمة من الله “أعطينى يارب قلبًا فهيمًا، فمنحه الله هذه العطية والموهبة” فقال له الرب "أنا أعطيكم فمًا وحكمة".
فكان سليمان رجلا يمتاز بالفرز والتمييز في كل أمور حياته، فالحكمة تجعل الإنسان يعرف كيف يتصرف في أمور حياته مهما كانت الضغوط من حوله، يفكر بعمق وبهدوء ويتروى يحسب الحساب كله، ويعرف متى يتكلم ومتى يصمت ويسمع ومتى يتصرف ومتى يمنع ومتى يمنح، وكل هذا في إطار الحق والعدل والمعرفة، فهى تجعل الإنسان دائمًا ما يراجع نفسه باستمرار ويتعلم من الأخطاء.
خشوع الحكيم
الإنسان الحكيم دائمًا نجده يجلس مع الحكماء لكى يأخذ المشورة.. "طريق الجاهل مستقيم فى عينيه.. أما سامع المشورة فهو حكيم"، والذى عنده الحكمة يعرف كيف يقنع الآخر وكيف يعطى بسخاء وكيف يحب من قلبه، الحكيم يكون مملوءا اتضاع، ولا يكون متكبرًا ولا متسلطًا في رأيه عندما يقول فيكون "قلت كذا لن أرجع" لا طبعًا، الحكيم متفاهم. فالحكمة هى هبة من الله ومن يمارسها هو بناء حكيم فى جيله وعصره.
كيف يمارس البناء الحكيم هذه الفضيلة ويقتينها؟
فى عدة نقاط كالتالى:
* الهدوء والتفكير بعمق في الأمور قبل اتخاذ القرارات.
* تطوير الفكر بشكل مستمر من خلال البحث عن طرق متعددة لتنمية مهاراته التى منحها له الخالق.
* تجنب الخوف والقلق والتوتر والتردد المستمر، لا داعى لهم على الإطلاق لأنهم يرهقون فكر الإنسان وعقله ومشاعره في أمور لا يستطيع تغييرها.. إبداء الرأى بكل جرأة وشجاعة واحترام وتقدير للآخر دون تردد في إطار الفكر الإيجابي والخبرة الحياتية من خلال أهل المشورة والاختصاص.
* استغلال الوقت بشكل جيد ومنظم وبأشياء مفيدة.
* ملء أوقات الفراغ: يجب العمل على استغلال كل دقيقة تمر في حياته بأعمال تعود عليه بفائدة، لأن أوقات الفراغ جحيم بمعنى الكلمة، لأن الإنسان يشعر باليأس والإحباط والتعاسة والفشل وتجنيده للشيطان في مؤامرته وأفكاره وعدم القدرة على تحقيق الذات بالنفع للنفس وللغير.
* المثابرة وقوة الإرادة من خلال الشخصية المتزنة لتحقيق الأهداف المطلوبة والوصول إلى النجاح وتنمية الموهبة.
* الابتعاد عن حجة التأجيل بقدر المستطاع، لانه يقود الإنسان إلى تراكم كل أعماله ونشاطاته يومًا بعد يوم.
* البعد عن صفة الغضب والتعصب والنرفزة وزلة اللسان، لآن "سريع الغضب قليل الحيلة" والبعد الكامل عن نظرية المؤامرة والصراعات النفسية والاجتماعية المستمرة مع الذات.
*الاعتماد على الصفات الإيجابية والبعد عن السلبيات، لأن التفكير السلبى يولد الكراهية والحقد والنميمة والانتقام ويقضى على القلب والفكر بعداوة وبغض للآخرين، يعيش في العالم ولا يجعل أمور العالم تعيش جواه، ويستمتع بكل يوم يمر عليه بخير ولا يترك نفسه لحظة واحدة في يد الشيطان والخطية ولا يستسلم لليأس والإحباط ،ولا يقنع نفسه أن الوقت قد انتهى وكل شيء صالح قد انتهى معه (لا)، لأنه بهذا الفكر يكون الإنسان قد فقد الرجاء والحكمة الإلهية.. فيجب عليه الشعور بالقناعة والرضا في كل أمور حياته ، حيث يشعر بثقة كاملة بأن الله معه يسانده ويرعاه فيشعر بالسعادة والطمأنينة والسلام القلبى فيكون رجلًا ناحجًا حكيمًا في نظر المجتمع.