مثيرو الذعر الاقتصادي!
لا يحتاج عموم الناس لمن ينبههم إننا نجتاز أزمة اقتصادية حادة مثل كل بلاد العالم.. فهم يعيشون هذه الأزمة ويكتون بنارها ويتألمون من تداعياتها، بسبب الانفلات الذى أصاب معدل التضخم والارتفاع الذى لحق بأسعار كل السلع الضرورية وغير الضرورية، وأيضًا بسبب تراجع فرص العمل في سوق العمل وبالتالى تراجع متوسط دخول الأسر..
لذلك من يريد أن يقدم خدمة لعموم الناس سواء من الإعلاميين أو من خبراء الاقتصاد هو أن يساعدهم في تدبير أمورهم المعيشية من خلال تقديم مقترحات عملية جادة للحكومةَ لتجاوز تلك الأزمة أو التوسع في مظلة الحماية الاجتماعية لأصحاب الدخول المحدودة والفقراء أو إذا لم يستطيعوا فعل ذلك يلتزموا الصمت ويعفون عموم الناس من كلامهم الذى يثير الذعر الاقتصادى بينهم!
لقد نكبنا للأسف ببعض الإعلاميين وخبراء الاقتصاد الذين يثيرون ذعر المواطنين اقتصاديا بكلامهم الموجه لعموم الناس حول الأزمة الاقتصادية وكيف يتصرفون خلالها.. فمنهم من يبشر باستمرار الأزمة إلى مدى زمنى طويل.. ومنهم من يقلل من شأن أى إجراء أو إقتراح للتخفيف من حدة هذه الأزمة ثم تجاوزها.. ومنهم أيضا من يقدم النصائح لعموم الناس بالتوقف عن الإنفاق حتى على الضروريات لأن المستقبل الاقتصادى غامض ومشوش وغير مضمون.. ومنهم كذلك من لا يهمهم إلا مصلحةَ بعض الفئات فقط من التجار والمستوردين ولا يكترث للمصلحة الاقتصادية العامة للبلاد.
هؤلاء لا يقدمون ما يفيدنا لتجاوز تلك الأزمة الاقتصادية وإنما هم يثيرون فقط ذعر وخوف عموم الناس، وبالتالى هم يسهمون في تخريب جهود حلها أو التخفيف من حدتها، وبالتالى يطيلون أمدها ويزيدون وطأتها على عموم الناس.. وإذا كان لدينا مدونة سلوك اعلامية صحفية فنحن في أشد الحاجة لتطبيقها على ما يقال لعموم الناس من قبل الإعلاميين أو خبراء الاقتصاد من خلال الإعلام عن الأزمة الاقتصادية الحالية.