رئيس التحرير
عصام كامل

أنا احتكر الصواب!

من خلال متابعة لردود الأفعال المختلفة على دعوة الرئيس السيسي لحوار سياسى، وأيضًا للاقتراحات التى يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعى لتجاوز الأزمة الاقتصادية التى نتعرض لها في ظل أزمة اقتصادية عالمية، أستطيع أن أستنتج إن مجتمعنا يعانى من شيوع ظاهرة الاعتقاد باحتكار الصواب، وهو ما يترتب عليه الاعتقاد بأن كل ما يقوله الغير خطأ يتعين رفضه تلقائيا وبدون نقاش! 


نعم بما إننا مختلفون فى الرؤى والمشارب والانتماءات المختلفة فمن الطبيعى أن تختلف وتتنوع اقتراحاتنا ومواقفنا وأراءنا.. وهذا الاختلاف يمنحنا الفرصة لآن نحيط بأى أمر أو مشكلة من مختلف الجوانب لنصل في نهاية المطاف لأفضل حل لها.. ولكن هناك بيننا من يعتبر نفسه هو الوحيد الذى يمتلك الصواب وأن ما يقوله الآخرين خطأ، لذلك يسعى دوما لفرض رأيه هو واستبعاد آراء الآخرين وتجاهل أية اقتراحات أخرى ورفضها.. 

 

وهؤلاء للأسف الشديد أعدادهم في تزايد مؤخرا.. وهذا خطر على التوافق الوطنى الذى نستهدفه من أى حوار سياسى نتأهب لآن نخوضه، وأيضا لا يفيد بل يضرنا ونحن نواجه الأزمة الاقتصادية، لآن الاقتصاد، أى إقتصاد، يتأثر سلبا وايجابا بحالة التوافق المجتمعى، وسعر أى عملة لا يتأثر فقط بالوضع الاقتصادى فقط وإنما أيضا بعوامل أخرى غير اقتصادية، نفسية واجتماعية وسياسية، ولذلك تستخدم الشائعات في ضرب عملات بعض الدول.. 

 


ولعل ذلك تحديدا أكبر صعوبة تواجه الحوار السياسى المرتقب، وتواجه أيضا جهودنا لتجاوز الأزمة الاقتصادية. وحتى نتغلب على هذه الصعوبة يتعين علينا أن نتحلى بصبر أيوب، وأن نصر على إستمرار الحوار بيننا، وأن يكون ذلك علنا، وبصدر رحب، وأن يشرح من يملك سلطة اتخاذ القرار دوافع وأسباب ما يتخذه من قرارات ويقوم به من إجرءات وأعمال، وأن نحرص على التواصل الدائم بين بَعضُنَا البعض.        

الجريدة الرسمية