رئيس التحرير
عصام كامل

فطوبَى لعبدٍ جعلهُ اللهُ مِفتاحًا للخيرِ مِغلاقًا للشرِّ!

ما كان أحوجنا في أيام شهر رمضان؛ شهر المواساة والصبر والعطاء والبذل والتراحم أن نبادر بقضاء حوائج المحتاجين، والزهد في متاع الدنيا والشعور بمتاعب الفقراء لا أن نغرق في مشاهدة البرامج والمسلسلات والملذات، حتى ولو كانت من المباحات؛ حتى لا نفرغ الشهر الكريم من حكمته ونجافي غايته فمن سعى في قضاء حوائج الناس على اختلافهم قضى الله حوائجه وثبته على الصراط..

ففي صحيح مسلم ومسند أحمد وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

البر وأبواب الخير


البر مفهوم جامع لكل خير؛ فمواساة الناس في أفراحهم وأحزانهم من البر وإصلاح ذات البين وصلة الأرحام والرحمة بالمسكين والضعيف والرفق بالمريض من البر، وتسهيل مصالح العباد وقضاؤها في يسر من أعظم أبواب البر.
تماسك المجتمع وعافيته رهن بتماسكه ومساندة أفراده بعضهم بعضًا في الشدائد والملمات وتلك من أهم خصائص المجتمع المسلم ومن أسباب خيرية هذه الأمة يقول تعالى:”كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ” (آل عمران:110)..  كما أنه لن يكتمل إيمان المرء إلا إذا أحب لأخيه ما يحبه لنفسه يقول صلى الله عليه وسلم “ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.. أرأيتم أعظم من ذلك حرصًا على إشاعة الحب بين الناس وتوطيد صلاتهم ببعضهم البعض؟!
من علامات رضا الله عن العبد أن يوفقه لفعل الخيرات وترك المنكرات.. يقول رسولنا الكريم: ”إنَّ هذا الخيرَ خزائنُ، ولتلكَ الخزائنُ مفاتيحَ، فطوبَى لعبدٍ جعلهُ اللهُ مِفتاحًا للخيرِ مِغلاقًا للشرِّ، وويلٌ لعبدٍ جعله اللهُ مِفتاحًا للشرِّ مِغلاقًا للخيرِ”.

إن حوائج الناس كثيرة  ومتنوعة لا تقتصر على الجوانب المادية فحسب، بل تشمل الأمور الحسية والمعنوية أيضًا ومنها النفع بالعلم وإسداء النصح واستثمار العلاقات والجاه والشفاعة الحسنة في خدمة الناس، وتمكينهم من نيل حقوقهم الطبيعية في الصحة والعلاج والوعي والتعليم والعمل وغيرها من أبواب البر.

الجريدة الرسمية