أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس!
قد يسأل المرء نفسه: ما أحب الأعمال إلى الله.. أهي كثرة الذكر والصلاة أم كثرة الصيام والاعتكاف.. والجواب هي أعمال مستحبة، ولها ثواب عظيم لكن أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس.. وعن إبن عمر رضي الله عنهما قال: أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد ـ يعني مسجد المدينة ـ شهرًا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ـ ولو شاء أن يمضيه أمضاه ـ ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة ـ حتى يثبتها له ـ أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام. (رواه ابن أبي الدنيا والطبراني وغيرهما).
قضاء مصالح العباد
أبواب الخير كثيرة لكن تبقى قضاء مصالح العباد أوسعها رحمة، وأقربها لصالح المجتمع؛ ومن ثم فهي مقدمة ومحببة إلى الله تعالى يقول صلى الله عليه وسلم، والحديث رواه أبو هريرة، عن النبي قال: الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، وأحسبه قال: وكالقائم الذي لا يفتر، وكالصائم الذي لا يفطر”.
أمرنا الله تعالى بفعل الخيرات والتعاون على البر والتقوى، وقد تكررت دعوته إلى التعاون على الخير بين الناس والنهي عن التعاون على الشر والعدوان يقول تعالى: “ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ" ( المائدة: آية 2).. ويقول تعالى:”وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (الحج:77)
السعي في قضاء حوائج الناس سبب في بركة الرزق كما أن صلة الأرحام تمنح صاحبها بركة في العمر..كما أن منع الخير عن الناس سبب في زوال النعم عنهم وقد يكون سببًا في هلكتهم حيث توعدهم الله بالويل في قوله تعالى: “فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ”.. ويقول صلى الله عليه وسلم: “إن لله أقوامًا اختصهم بالنعم لمنافع العباد، يقرهم فيها ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم، فحولها إلى غيرهم”..ويقول الحسين بن على (رضي الله عنه ): "اعْلَمُوا أَنَّ حَوَائِجَ النَّاسِ إِلَيْكُمْ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْكُمْ فَلَا تَمَلُّوا النِّعَمَ فَتَتَحَوَّلَ إِلَى غَيْرِكُم".