حتى تنجح دعوة الرئيس لحوار سياسي
الدعوة التى وجهها الرئيس السيسي بإطلاق حوار سياسى ونحن على مشارف جمهورية جديدة يجب أن تلقى اهتماما خاصا لأنها دعوة مهمة وتأتى في توقيتها ونحن نحتاج إليها بالفعل حتى نسترجع توافقنا ونقوى تماسكنا الوطنى في مواجهةَ التحديات المختلفة التى نواجهها والتى تتصدرها الآن التحديات الاقتصادية، ونستعيد ازدهار الأمل الشعبى في الغد الذى وصل ذروته خلال السنوات الماضية بعد تنحى الرئيس مبارك عام ٢٠١١، وبعد الإطاحة بحكم الإخوان الفاشى عام ٢٠١٣، وعلينا أن نحرص جميعا على نجاح هذا الحوار.
وحتى يتحقق النجاح المنشود للحوار يقتضى الأمر أن نحرص على أن يكون الحوار السياسى جادا وموضوعيا ويأخذ الوقت المناسب له، لا أن يقتصر على مؤتمر أو لقاء يشارك فيه بعض المدعوين المختارين يستغرق يوما أو حتى بضعة أيام، يتم فيه سماع بيانات مطولة من المسئولين.. وإنما يتعين أن يكون هذا الحوار واسعا وشاملا وأبوابه مفتوحة لكل المصريين الذين لم يتورطوا في ممارسة العنف ولم يحرضوا عليه، وأن تكون له أكثر من ساحة، مثل الساحة الاعلامية والصحفية والساحة السياسية والحزبية، والساحة الجامعية والأكاديمية..
وأن يتسع ليشمل ندوات وموائد مستديرة وورش عمل ومؤتمرات عديدة ومتنوعة.. كما يجب أن يكون جدول أعمال هذا الحوار شاملا لكل القضايا الوطنية، سياسية واقتصادية وفكرية وثقافية لأنه يستهدف التوافق على المقومات الأساسية للجمهورية الجديدة التى لا تعنى مجرد عاصمة جديدة وبناء عدة مدن جديدة وشق طرق ومحاور جديدة..
وإنما يتعين أن تكون بداية لحياة جديدة كريمة لكل المصريين في الريف والمدن، ولمجتمع جديد يقوم على مبدأ المواطنة والمساواة بين المواطنين وإعلاء مبدأ سيادة القانون، ولاقتصاد جديد قادر على تحقيق التنمية المستدامة ويوفر مستوى معيشى أفضل لعموم المصريين.
بإختصار الجدية والموضوعية والصدق شروط أساسية لنجاح الحوار السياسى الذى دعا الرئيس السيسي لإطلاقه أمس خلال حديثه مع عدد من الإعلاميين والصحفيين مع بداية موسم حصاد القمح.