اختلاق الأعذار للمتطرفين!
أسوأ ما قرأته على مواقع التواصل الاجتماعى حول حادثة السيدة التى اعتدت على بنت فى المترو لأنها لا ترتدى ملابس من وجهة نظرها محتشمة هو تبرير لتلك الحادثة واختلاق الأعذار للسيدة على ما فعلته، والإدعاء أن الواقعة قد تكون غير صحيحة وربما كانت مشاجرة عادية أو أن السيدة فعلت ذلك ردا على تصرف غير لائق!
والذى زاد هذا الكلام سوءا هو أن من ردده يعمل صحفيا ومن واجبه أن يتحرى الصدق والحقيقة ولا يترك العنان لخياله ليتخيل من دماغه وقائع ما حدث أو يترك العنان للهوى الشخصى ليفسر بما يرضيه شخصيا الاعتداء الذى تعرضت له بنت فى عربة السيدات بالمترو من قبل سيدة لان ملابسها لم تعجبها او من وجهة نظرها غير محتشمة!
تطرف ديني
وهذا الأمر الغريب يشبه أيضا ما فعله رجل دين حينما انبرى ليبرر ويختلق الأعذار لتصرف العاملين في أحد مطاعم الكشرى الذين رفضوا السماح لسيدة مسيحية أن تتناول مع إبنها وجبة كشرى بالمطعم في نهار رمضان، والادعاء بأن على زبائن المطعم القبول بالقواعد للعمل فيه والتى تمنع تناول الكشرى داخله نهارا!ِ
ولذلك نستنتج أن التطرف الدينى مازال يرتع في ربوع المحروسة لأن هناك متطرفون دينيا بيننا، وهناك أيضا من هم للأسف مستعدون لتبرير تطرفهم هذا واختلاق الأعذار لهم حينما يترجم هذا التطرف في سلوك عنيف أو أعمال كراهية.. ولذلك ليس غريبا أن جماعة متطرفة مثل الإخوان لم تعتذر بعد عما ارتكبته من جرائم عنف وتفجير واغتيالات، ومثلها فعلت كل الجماعات التى مارست العنف باستثناء عدد من قادة الجماعة الإسلامية فقط التى شاركت تنظيم الجهاد في اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات.. كما ليس غريبا أيضا أن بيننا من يرفض تهنئة المسيحيين في أعيادهم حتى الآن، رغم أن رئيس الجمهورية يحرص على تهنئتهم في كل عيد ويذهب لهم في عيد الميلاد المجيد.
والأخطر من ذلك أن هذا هو سبب أننا ما زلنا حتى الآن نواجه الاٍرهاب، لآن التطرف الدينى يساعد التنظيمات الإرهابية على تدعيم صفوفها بشباب وأعضاء جدد.. فمن يدفعه تطرفه للاعتداء على الآخرين باللسان أو باليد فإنه يدفعه للاعتداء على الآخرين بالسلاح والمتفجرات أيضا.