عندما يغيب الضمير!
غياب الأخلاق الكريمة عن معاملاتنا وأسواقنا وعلاقاتنا الإنسانية أخطر آفات هذا العصر الذي يشهد تطورات تكنولوجية هائلة تساعد بعض معدومي الضمير على ممارسة الغش التجاري الذي يقود إلى خسائر رهيبة يدفعها المستهلك من صحته وموارده الاقتصادية.
والسؤال هنا: هل تكفي الرقابة والعقوبة وحدها لوقف نزيف الخسائر الصحية والاقتصادية المترتبة على سلوك الغش حيث قدرتها أحدث الإحصائيات بنحو 50 ملياردولار سنويًا على مستوى العالم.. أم أن الأمر يحتاج لجهد مجتمعي متكامل للتوعية بخطورة هذا المسلك الشائن الذي تحرّمه كل الأديان والشرائع؟!
ربما يقول قائل إن أزمة كورونا تسببت فيقطع سلاسل التوريد وإنقاص المعروض من المنتجات خلال الأشهرالماضية وترافق ذلك مع ارتفاع الطلب والأسعار إلى أعلى المستويات، مما سهل للمنتجات المزيفة والمغشوشة التسلل إلى الأسواق مستفيدةً من تهافت الكثيرين على الشراء.. ثم جاءت الأزمة الروسية الأوكرانية لتضاعف حجم المشكلة..
قد يكون هذا صحيحًا لكن يبقى غياب الضمير والقيم بحسبانه العلة الأساسية في انتشار مثل هذا السلوك البغيض، الذي يقتضي من الإعلام لاسيما الدراما والمؤسسات الدينية والثقافية أن تضاعف الجهد لتبيان مخاطر الغش وتداعياته على الفرد والمجتمع معًا.