إلى متى يستمر جشع كبار الأطباء؟!
إلى متى يستمر جشع بعض كبار الأطباء الذين يواصلون رفع فيزيتا الكشف بلا رحمة ولا مراعاة لظروف الناس محدودي الدخل.. وإلى متى يستمر استنزاف المرضى الفقراء في المستشفيات الخاصة التي تسحق بأسعارها الباهظة من يقع في براثنها لائذًا بها لإجراء عملية جراحية تحتاجها حالته بشدة.. إلى متى نترك تلك المشكلة بلا حل؟!
الأزمات والمحن ينبغي لها أن توحد الناس، وتدفعهم على اختلاف فئاتهم وطوائفهم للتعاون والإيثار، وجدير بالأطباء وهم ملائكة الرحمة أن ترق قلوبهم لظروف الفقراء بوضع تسعيرة تراعي أحوالهم المالية وألا يكونوا هم والمرض عليهم.
فهل قرأ الأطباء كلهم أو أكثرهم قانون نقابتهم الذي يلزمهم بوضع حد أقصى لأتعاب وكشف الطبيب.. وماذا فعلت النقابة لتفعيله.. ولماذا هذا التراخي في ضبط أسعار الفيزيتا وتفعيل الرقابة على المنشآت الطبية؟!
رأيي أن الحل يكمن أولًا في الاهتمام أكثر بالمستشفيات الحكومية وعياداتها التي إذا ما نجحت في توفير خدمة طبية معقولة تضمن علاج البسطاء وتغنيهم عن اللجوء للقطاع الخاص والاستدانة أو بيع ما يملكون للحصول على خدماته.
لقد تفتح وعينا على مقولة إن الطبيب إنسان تفرض عليه طبيعة عمله تعاملًا نبيلًا مع مرضاه يختلف عن سائر المهن الأخرى لأنه يتعامل مع مشاعر الناس وحياتهم التي قد تتعرض للخطر إذا لم يحسن الطبيب التعامل مع مرضاه؛ فنصف العلاج يتوقف على ارتياح المريض لطبيبه الذي يحسن معاملته ويدخل الطمأنة إلى قلبه ويرفع روحه المعنوية ومن ثم فلا عجب والحال هكذا أن يطلق على الأطباء ومعاونيهم من الأطقم الطبية ملائكة الرحمة.. فهم بما يقدمونه من تعامل نبيل مع من يقصدونهم طلبًا للعلاج وما ينزلونه من سياج الألفة والمودة حول المرضى يساعدهم تماما في خروجهم من دهاليز المرض.