رئيس التحرير
عصام كامل

هجوم سامح شكري والهجوم عليه!

اختارت الإعلامية المحترمة نورا السيد أن تبدأ حلقة البرنامج الإذاعي مواجهة  -والذي نقدم فيه علي البرنامج العام تحليلا للموقف السياسي ومناقشة ما يتناوله إعلام الشر- أن تبدأ حلقة الإثنين الماضي بمناقشة اجتماع النقب الذي كان قد انتهي قبل الحلقة مباشرة.. قلت علي الفور: كلمة السيد سامح شكري في منتهي الذكاء.. مختلفة عن كل المتحدثين وأدعو المستمعين لمشاهدتها مرة أخري..

 

وفي كل الأحوال مصر لها سياستها الخارجية بثوابتها -وذكرناها- ولذلك فهي لم تذهب في محور أو تحالف ضد أحد –وكررناها- ثم اضفنا: وفي المساء لن يترك إعلام الشر الاجتماع ولا سامح شكري ثم كررنا أن مصر لن تكون في محاور ضد أحد !

 

وفي المساء حدث الأمرين، قال سامح شكري في لقائه مع وزير الخارجية القطري صراحة وعلنا وعلي رؤوس الاشهاد: مصر لم تحضر الاجتماع لتكون في تحالفات ضد أحد، وفي المساء أيضا شن إعلام الشر هجوما عنيفا علي مصر وعلي سامح شكري وأن مصر انضمت مع اسرائيل لضرب إيران إلي آخر الاتهامات!

 

السياسة والتزامات الدول

 

لماذا وصفنا كلمة سامح شكري بما وصفناه؟ لأن كل كلمات المتحدثين -وهي موجودة- بدأت بإدانة عملية الخضيرة الفدائية وتقديم العزاء لأسر الضحايا! لكن كلمة سامح شكري انصرفت إلي صلب الموضوع مباشرة في هجوم إيجابي ينطلق بذكاء إلي ما يريد.. حيث بدأت بالشكر لمنظمي اللقاء علي دعوة مصر للحصول علي مشورتها! ثم تذكرة بصمود السلام مع إسرائيل -دون أي إشارة للسلام الشعبي ولا العلاقات بين الشعبين- ثم انتقل إلي السلام مع الفلسطينيين وحل الدولتين ورفض العنف والإرهاب في المنطقة ككل!

 

وفي المساء ولما الكثيرون لم يفهموا موقف مصر من هذا الكلام ومع ضغوط بعض أجهزة الإعلام وتأويلاتها كان التصريح العلني المباشر عن عدم دخول مصر في أي تحالفات ضد أحد.. وهذا يختلف تماما عن وحدة الأمن العربي في مصر والخليج كما هو بين مصر والسودان مثلا وهكذا !

 

البعض من غير إعلام الشر رفضوا اجتماع النقب.. وهذا حقهم.. لكن عليهم الانتباه أن السياسة فن الممكن.. وأن مصر التي رفضت إغلاق قناة السويس أمام السفن الروسية ورفضت العقوبات علي روسيا وألغت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية زيارة لمصر قبل أسبوعين ليس بالضرورة أن تعترض علي كل شيء.. إذ أن التقييم الحقيقي للمواقف علي الأرض.. وأن لعبة السياسة تختلف عن غيرها كما أن التزامات الدول غير التزامات الأحزاب السياسية والأفراد..

 

 

كما أن مصر التي توسعت في سيناء رغم قيود كامب ديفيد والتي ذهبت لتعمير غزة -ولم تذهب إلي أي مكان إلا بالحديث عن الحقوق الفلسطينية- لا يكون من الصواب أن يقتصر دورها في الرفض والصياح والصراخ.. للسياسة شروطها وللمصالح الوطنية ثوابت ومحددات ومباراة دائمة لم تتوقف ولن تتوقف ! 
إسرائيل العدو الأول لمصر وشعبها.. وهي أكثر المتضررين والمتخوفين من أي تقدم في مصر ومن أي تنمية في سيناء.. وهذه قناعات مصر كلها.. كلها! 

الجريدة الرسمية