ما ذنب الأبرياء أن يؤخذوا بجريرة الكبراء؟!
إلى أين تتجه البشرية.. وماذا ينتظر العالم بعد أزمتين عاصفتين هما الأكثر خطورة بعد الحرب العالمية الثانية.. ألم تكن محنة كورونا كافية لتعود الدول الكبرى إلى رشدها وتعلم أن للكون ربًا يدبره وأيامًا يداولها بين الناس والقوى العظمى.. أليس من المفترض أن المحن ترقق القلوب وتجعل البشر أكثر استعدادًا للعطاء والإيثار ونبذ صراعات النفوذ والهيمنة على العالم والأطماع التي تجر البشرية للحروب والخراب والدمار والتشريد والجوع وتبديد الأمل وزرع الخوف في قلوب الناس..
ألم تكن محنة بحجم كورونا كافية للعودة للإنسانية وأنسنة العلاقات الدولية والتقارب والتراحم والعطاء عن طيب خاطر وتوجيه مزيد من الأموال للأبحاث الطبية للتوصل لعقار ناجح لعلاج كورونا.. بعد أن ذاقت البشرية ويلات الفقد والمرض بفيروس ضعيف لا يُرى حتى بالعين المجردة؟!
ألم تكن جائحة كورونا كافية ليتذكر البشر دولًا وشعوبًا، رؤساء ومرءوسين أن الكل أمام قدرة الخالق ضعيف لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا.. ألم تكن فرصةً سانحة لتحقيق العدالة الدولية وأن تستجيب شركات الدواء لنداء الإنسانية أولًا ثم لدعوة منظمة الصحة العالمية بمد يد العون للدول والشعوب الفقيرة وتحقيق العدالة في توزيع اللقاحات ومن ثم الأدوية الضرورية لتخفيف آلام ملايين المرضى حول العالم، الذي بات قرية صغيرة بدلًا من جرجرته لحروب سوف تعقبها مخاطر اقتصادية هائلة تسبب مزيدًا من الفقر والمجاعات وسوء التغذية في مناطق شتى حول العالم.. فما ذنب الأبرياء أن يؤخذوا بجريرة الكبراء؟!