رئيس التحرير
عصام كامل

حاجتنا لإعلام قوي.. كيف ومتى؟!

ما أحوجنا أكثر من أي وقت مضى لنهوض وسائل الإعلام كافة برسالة تنوير وطني بقوة واقتدار وإيمان بحتمية إصلاح الأخلاق حتى تستقيم أحوالنا ونسترد ريادتنا واعتدالنا.. نحن في حاجة لتهذيب سلوكيات سيئة يسبقها تغيير ثقافة ترسخت وتجذرت في مجتمعنا حتى أودت به للاحتقان والتطرف والانغلاق وضيق الصدور بالاختلاف وتبني ثقافة أكثر رشدًا وعقلانية وانفتاحًا وليبرالية وقابلية للعيش المشترك وقبول الآخر والمشاركة والتعاون وإصلاح ما ينبغي إصلاحه.

 

علينا أن نتخلص من ثقافة ما نعرفه أفضل مما لا نعرفه؛ فطبيعة الأشياء أن الإنسان عدو ما يجهل، كما أن تغيير الثقافة الجامدة والفاسدة تنقلنا بالضرورة من مربع التوجه السلبي والخمول ومعاداة التغيير والتطور إلى ساحة التفاعل والتجاوب الفعلي.. تنقلنا من الإحباط وتثبيط الهمم والتفاؤل والحركة والحيوية والإبداع.

 

تطوير المحتوى

 

ثقافة التغيير للأفضل فريضة لا يصح التفريط فيها ومطلب ضروري لحياة أكثر إنتاجية ورفاهية.. ثقافة تنمي قيم العمل الحر المنتج المبدع القائم على اقتصاد المعرفة والقيمة المضافة.. وكيف يمكن مثلًا لتكنولوجيا المعلومات وخدمات التعهيد والطاقة المتجددة فضلًا عن المجالات التقليدية من زراعة وصناعة أن تزيد صادرات مصر وتضاعف إنتاجيتها وتنقلها لثقافة القيمة المضافة وريادة الأعمال ودعم الابتكار والتعليم مدى الحياة والمجتمع الرقمي القائم على البحث العلمي والذي يطالب به الرئيس السيسي كأعمدة أساسية للجمهورية الجديدة.

 

نريدها ثقافة تدعو لاحترام القانون والمواطنة والتسامح بين أبناء الوطن الواحد مهما تختلف عقائدهم الدينية ومشاربهم السياسية.. فمن غير الإعلام والدراما ومؤسسات التربية والتعليم والثقافة يمكنه تحريك المجتمع وتهيئته للقبول مثل هذه المفاهيم وتطبيقها في الواقع.

 

إنها رسالة يجب على الجميع أن يتحمل نصيبه منها بشفافية ونزاهة وموضوعية وهو ما يتطلب تطوير المحتوى الإعلامي والصحفي والدرامي وهو أمر ليس صعبًا إذا خلصت النوايا وأصبح الوطن أهم الأولويات.

 

 

ويبقى أخيرًا أن المذيع له مقومات لا يصح التهاون فيها؛ فهو قادر إدارة حوار وتقديم محتوى إعلامي بلغة فصيحة نحوًا وصرفًا وألفاظًا ومخارج حروف، وهو يلتزم الجدية ويمتاز بسعة الاطلاع والثقافة ووضوح الرؤية وسلامة القصد والإلمام بقضيته التي يناقشها بلغة راقية وطريقة جذابة.. أما من فقد تلك الشروط فليس إعلاميًا بل متطفل على الإعلام دخيل عليه.. والسؤال كم قناة تلتزم بتلك المعايير فيمن يتصدرون المشهد ولا يكفون عن الصياح والزعيق ليل نهار؟!

الجريدة الرسمية