ماذا نفعل مع هؤلاء المذيعين؟!!
الإعلامي الحق له مواصفات وشروط أهمها الوسطية والرؤية المتوازنة حتى لا يقع في غواية الفرقعة وتأجيج النفوس أو صب الزيت فوق نيران مشتعلة بالحروب والصراعات بين الشعوب والدول.. ومن واجبه أن يرتقي بأخلاقه وثقافته وفكره ليرتقي بالتالي بمشاهديه ومجتمعه.
ولست بحاجة للقول إن إعلاميًا بلا رسالة إيجابية هو مذيع مشغول بالإثارة والفرقعة والفضائح.. يعشق المذياع ليفرغ من انطوت عليه نفسه من أحقاد وتنفيذ ما يُملى عليه من أجندات ليقول رأيه مناطحًا معارضيه، صارخًا بأعلى صوته بما يراه هو لا بما يتوجب عليه قوله.. وهو لا يتوانى عن السب والشتم والذم وترويج الأكاذيب دون أن يطرف له جفن أو يهتز له ضمير، طامحًا للشهرة، عاشقًا للاستعراض..
ومثل هؤلاء للأسف ما زالوا يرتعون على شاشات تخاطب الناس من خلال رؤية المذيع وما يصدر عنه معبرًا عن أخلاقه ومستواه الفكري والعلمي وهدفه الحقيقي من الظهور على الشاشة. فماذا نفعل مع مثل هؤلاء المذيعين؟!
البعض يرى أن الأفضل تجاهلهم حتى لا نزيدهم شهرة وانتشارًا؛ وحتى تنفض عنهم السبوبة التي تغريهم بالتمادي في غيهم.. بينما يرى آخرون أن فضحهم وتفنيد أباطيلهم بمثابة جرس إنذار وتنبيه لخطورة ما يفعلون حتى لا تُترك لهم الساحة خالية يتلاعبون بعقول المشاهدين ويفتنون العوام.. وكفى ما فعلوه بالشاشة من انحدار وإسفاف وما فعلوه بالمشاهدين من تدنٍ لمستويات غير مسبوقة..
ونظرة واحدة لما يتداوله كثير من شبابنا وأطفالنا من ألفاظ سوقية في الشارع لندرك إلى أي مدى أجرم هؤلاء وغيرهم في حق هذا الوطن بحسبان التليفزيون أحد أبرز وسائل الإعلام الحديثة تأثيرًا في حياة الناس، لما تنطوي عليه من سرعة وسهولة الوصول لكل بيت في شتى ربوع الوطن، بما تستخدمه من تقنيات تكنولوجية نقلت الناس من عصر الاستماع للمذياع إلى عصر المشاهدة والاستماع معًا، فضلًا على المشاركة في صناعة المحتوى الإعلامي ذاته عن طريق اليوتيوب وغيره من منصات التواصل التي تجعل الجمهور ليس متابعًا للأحداث لحظة بلحظة بل مشاركًا في صناعتها وإنتاج محتواها بصورة لم يكن يتخيلها أحد.