وكيل الطريقة الخلواتية: الصوفية ضد التطرف ومنهجنا القرآن والسنة منذ 550 عاما
قال المهندس حسن البططي، وكيل الطريقة الدمرداشية الخلواتية الصوفية إن أبرز الأسس التي يعلمونها لأبناء الصوفية التكافل والتراحم، موضحا أنهم يلتقون دائما بأبناء الطريقة، وبينهم اتصالات مستمرة لحل أزماتهم ومشكلاتهم وإبداء الرأي الديني فيها.
مسائل الدين والشرع عند الصوفية
أضاف: عندما يجد الشاب عَمَارًا بينه وشيخه، يسأله في أمور عدَّة والدين والشرع والآيات القرآنية خلال الجلوس سويًّا في الخلوات، لافتا إلى أن منهجهم الأساسي هو القرآن والسنة منذ 550 عاما.
وتابع: الصوفية لاتحظى بالقدر الكافي من الدعم، ويُجاهد الدكتور عبد الهادي القصبي والمجلس الأعلى للطرق الصوفية جهادًا مريرًا، حتى يرفع شأن الصوفية والصوفيين ومشايخها، لكن لا بد أنْ يكون هناك معاونة واضحة من الدولة، حتى نساعد في انتشار الصوفية السمحة الحقيقية بين الناس.
وعن كيفية مواجهة الصوفية للأفكار المتطرفة والضالّة ومضلّلة، وكيفية تصحيحها بين عامة الناس لنشر الدين الوسطى، قال البططي أن الحضرة الأسبوعية عبارة عن قراءة قرآن، وأسماء الله الحسنى، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، موضحا أن أول سورة يقرأونها هي البقرة؛ لأن بها آية تصب في المعنى الحقيقي للطريقة وهي:
قال تعالى: “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ”.
استكمل: هذا هو المعنى والمضمون لطريقتنا، فنحن ضد الإرهاب ووسائل العنف، ولذلك يحضر معنا في بعض الأحيان قسَاوسة بزيهم الرسمي، لأننا بجوار الكاتدرائية ونُرحب بهم، وندعو إلى التراحم بين جميع الناس.
عن الصوفية وتاريخها
والصوفية أو التصوف هو مذهب إسلامي، لكن وفق الرؤية الصوفية ليست مذهبًا، وإنما هو أحد مراتب الدين الثلاثة الإسلام، الإيمان، الإحسان، ومثلما اهتم الفقه بتعاليم شريعة الإسلام، وعلم العقيدة بالإيمان، اهتم التصوف بتحقيق مقام الإحسان والسلوك وتربية النفس والقلب وتطهيرهما من الرذائل وتحليتهما بالفضائل، وهو الركن الثالث من أركان الدين الإسلامي الكامل بعد ركني الإسلام والإيمان، بحسب الصوفية.
ويقول الإمام الصوفي أحمد بن عجيبة: «مقام الإسلام يُعبّر عنه بالشريعة، ومقام الإيمان بالطريقة، ومقام الإحسان بالحقيقة. فالشريعة: تكليف الظواهر والطريقة تعني تصفية الضمائر. والحقيقة شهود الحق في تجليات المظاهر، فالشريعة أن تعبده، والطريقة أن تقصده، والحقيقة أن تشهده».
وانتشرت حركة التصوف في العالم الإسلامي منذ القرن الثالث الهجري كنزعات فردية تدعو إلى الزهد وشدة العبادة، ثم تطورت بعد ذلك حتى صارت طرقا متنوعة معروفة باسم الطرق الصوفية.
ويذكر التاريخ الإسلامي بالعلماء المسلمين الذين انتسبوا للتصوف مثل: الجنيد البغدادي، وأحمد الرفاعي، وعبد القادر الجيلاني، أحمد البدوي، إبراهيم الدسوقي، وأبو الحسن الشاذلي، وأبو مدين الغوث، ومحي الدين بن عربي، وشمس التبريزي، وجلال الدين الرومي، والنووي، والغزالي، والعز بن عبد السلام كما انتسب قادة كبار في التاريخ الإسلامي للصوفية، مثل صلاح الدين الأيوبي، ومحمد الفاتح وعمر المختار.