داعية عن حب العزلة في الصوفية: طاعة للرب وغنى للقلب
قال الشيخ سعيد السلمو، الداعية الصوفي، أن أبناء الصوفية لايهتمون كثيرًا بالطعن فيهم من اتباع السلفية وغيرهم من التيارات المعادية لهم، لافتا إلا أنهم يعملون بوصية الشيخ الباني الدمشقي، الذي أوصى الصوفية قائلا: "كلمات طيبة كالبلسم تضمد قلوبكم المجروحة".
الصوفية والتجاهل والعزل
وتابع: يقول أيضا العلامة الصوفي المُعمّر الشيخ الرّباني محمد بشير الباني: يغنيك عن الدنيا مصحف شريف وبيت لطيف ومتاع خفيف وكوب ماء ورغيف وثوب نظيف.
ولفت السلمو إلى أن التجاهل والعزلة في الفكر الصوفي يعني مملكة الأفكار والدواء في صيدلية الأذكار، فإذا أصبح الفرد طائعًا لربه وغناه في قلبه، سيصبح آمن في سربه يحصل على السعادة والسيادة، فالدنيا خداعة للبعض ويستغلونها في الهجوم على الآخرين وهي لا تساوي هم ساعة، لهذا يجعلها الصوفية دائما سعيًا وطاعة، على حد قوله.
والصوفية أو التصوف هو مذهب إسلامي، لكن وفق الرؤية الصوفية ليست مذهبًا، وإنما هو أحد مراتب الدين الثلاثة الإسلام، الإيمان، الإحسان، ومثلما اهتم الفقه بتعاليم شريعة الإسلام، وعلم العقيدة بالإيمان، اهتم التصوف بتحقيق مقام الإحسان والسلوك وتربية النفس والقلب وتطهيرهما من الرذائل وتحليتهما بالفضائل، وهو الركن الثالث من أركان الدين الإسلامي الكامل بعد ركني الإسلام والإيمان، بحسب الصوفية.
وانتشرت حركة التصوف في العالم الإسلامي مع قدوم القرن الثالث الهجري كنزعات فردية تدعو إلى الزهد وشدة العبادة، ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا مميزة متنوعة معروفة باسم الطرق الصوفية.
عن السلفية وتاريخها
السلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث النبي.
وتتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولا تخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع، الذي يجتمع عليه السلفيون، وبهذا يلتزمون أيضا بكل ما تعنيه السلفية في اللغة، من حيث الرجوع للسابقين زمنيًّا في كل شيء.
وبرزت السلفية بهذا المصطلح على يد الإمام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام بإحياء الفكرة من جديد بمنطقة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وانتشرت منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ومن أهم أعلامها، عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.