إعلامنا ومذيعة الطلاق من أول علقة!
لم تتأخر نقابة الإعلاميين عن اتخاذ موقف تجاه المذيعة التى نصحت عروس الإسماعيلية التى تعرضت للضرب من زوجها في يوم زفافها أن تتحمل وألا تنساق وراء من طالبها بفض هذا الزواج فورا، لأنه لا يصح طلب الزوجة الطلاق من أول علقة.. فقد سارعت نقابة الإعلاميين إلى بحث الواقعة لاتخاذ موقف تجاه المذيعة.. لكن النقابة وكل الجهات المعنية بأمر إعلامنا تأخرت في اتخاذ موقف تجاه ما كشفت عنه نصيحة المذيعة للعروس المضروبة مما يعانيه إعلامنا من قصور وسلبيات لا نسعى بجدية لمواجهتها!
فإن أحد الأسس المهمة التى يفتقدها إعلامنا هو أن يكون لكل وسيلة صحفية وإعلامية (صحيفة، إذاعة، محطة تليفزيونية، موقع إلكتروني) سياسة واضحة معلنة للكافة، أى للعاملين فيها وأيضًا للمتلقين من مشاهدين ومستمعين وقراء، بحيث يمكن حساب من يخرج عن هذه السياسة فيما بعد، لأن قبوله سلفا بالعمل فى تلك الوسيلة الإعلامية يعنى ضمنا موافقته على سياستها المعلنة والواضحة..
لكننا في إعلامنا وصحافتنا نتجاهل ذلك ولا نعمل به.. ولذلك صار ما يقدمه اعلامنا وصحافتنا مرهون بمزاج بعض من يظهرون بأشخاصهم على الشاشة أو بأقلامهم على صفحات الصحف.. فهم يقدمون رؤاهم ومواقفهم الشخصية أساسا لآنه لا توجد سياسات معلنة للوسائل الاعلامية..
فمن تقبل بضرب الزوجات تعبر بذلك بوضوح إعلاميا، ومن يتعصب لناد يجد متسعا له في إعلامنا، ومن يريد تصفية حسابات مع آخرين يسهل عليه ذلك فى إعلامنا، والعكس صحيح من يبغى تلميع أشخاص يمكنه أن يفعل ذلك أيضا، وكذلك من يدافع عن مصالح خاصة فالمجال الإعلامى مفتوح أمامه!
وعقاب مذيعة الطلاق من أول علقة لا يكفى وحده لإصلاح هذا العيب في إعلامنا، وإنما العلاج يجب أن يتجه لأصل المشكلة وليس لأعراضها.. وهذا ما تقضى به قواعد المهنية أساسا.. وللعلم فان المهنية لا تتعارض مع حرية الصحافة والاعلام، وإنما هى تتنافى مع العشوائية.