الاختبار الأهم للحكومة!
قال الدكتور مصطفى مدبولي ضمن تصريحات واسعة له إن حكومته تتعرض لاختبار دورى من خبراء صندوق النقد الدولي.. حيث يناقشون مع الحكومة كل ستة أشهر ما اتخذته من قرارات وإجراءات وانتهجته من سياسيات اقتصادية لتقييمها وتقديم الاقتراحات بخصوصها، وذلك في إطار التعاون الفني مع الصندوق، الذى إستمر بعد إنتهاء تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي سبق الاتفاق عليه مع الصندوق عام ٢٠١٦.
وهنا يبدو أن الدكتور مصطفى مدبولي يقدر أهمية هذا الاختبار الدوري الذى تواجهه الحكومة بشكل دورى الآن، لأهمية كما قال الحصول على شهادة مستمرة من إدارة الصندوق بسلامة المسار الذى يمضى فيه الاقتصاد المصرى، والتى تشجع الدول التى تتعامل معنا والمستثمرين الذين يستثمرون لدينا وأيضًا المقرضين لنا.. وإذا كنا لا نجادله في ذلك إلا أننا ننبه إلى أن ثمة إختبار أهم تتعرض له الحكومة يجب أن تتحسب له أكثر مما تتحسب لاختبار صندوق النقد الدولي.. إنه اختبار يومى وليس دوريا كل ستة أشهر مثل اختبار الصندوق، لأنه إختبار من جموع المصريين، وتحديدا من أصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة منهم والذين يشكلون النسبة الغالبة من أبناء هذا البلد.
وهذا الاختبار الأهم يعتمد على معيار واحد فقط لديهم، هو أحوالهم الاقتصادية أو مستوى معيشتهم.. فهم يقيسون نجاح الحكومة بالتحسن في هذا المستوى، وليس بتحسن المؤشرات الاقتصادية.. إن أهم المؤشرات الاقتصادية لديهم هو ما تحمله جيوبهم من نقود، ومدى كفايتها، في ظل عودة معدل التضخم للزيادة، للوفاء باحتياجاتهم الأساسية والضرورية من غذاء وكساء ومسكن وبقية الخدمات الضرورية وأهمها الصحة والتعليم.. وإذا كانت شهادات صندوق النقد الدولي مهمة وضرورية للحكومةَ كما قال الدكتور مصطفى مدبولي فإن شهادات عموم الناس أكثر أهمية، أو يجب أن تعتبر ذلك.