للحوامل.. كل ما تريدين معرفته عن التنويم الإيحائي الذي يجنبك ألم الولادة الطبيعية
الولادة بدون ألم من الأمور التي تهتم بها كل سيدة حامل لتجنب آلام المخاض الصعبة خاصة فى حالة الولادة الطبيعي، وأصبح هناك تقنيات عديدة تساعد الأم الحامل على عدم الشعور بآلام الولادة، ولكن مؤخرا ظهرت تقنيات حديثة تجنب الشعور بآلام الولادة بدون أدوية أو مهدئات أو اى تدخل طبى، بل من خلال التنويم الإيحائي الذي يساعد الأم أثناء الولادة على الهدوء والاسترخاء.
وتقول الدكتورة نوران إبراهيم مدربة الولادة الطبيعية، إنه في ثلاثينيات القرن الماضي، ابتكر الدكتور جرانتلي ديك ريد تقنية الولادة بالتنويم الإيحائي لمساعدة الأمهات اللاتي يعانين من القلق بشأن عملية الولادة وأوضح اعتقاده أن هذا الخوف لدى النساء فقط لأنهن لا يملكن العلم الكافي بشأن ما يحدث أثناء الحمل والولادة.
وأضافت “نوران”، تواجدت تقنية التنويم الإيحائي لقرون لذلك فمن المنطقي أن تكون ذات فاعلية في المساعدة على الولادة، وتم استخدام التقنية لقرون في أوروبا لكنها لم تنتشر في باقي العالم حتى الآن، لكن في أواخر التسعينيات قررت ماري مونغان إنشاء دورة تعليمية عن التنويم الإيحائي ومساعدته في عملية الولادة بعد معاناتها الشخصية من القلق أثناء تجربة ولادة ابنتها، وكانت تعتقد أن الولادة بالتنويم الإيحائي يمكن أن تكون وسيلة فعالة لتهدئة الأمهات والتخفيف من مخاوفهن من عملية الولادة، وبعد الكثير من الفصول الناجحة، بدأت برامج التنويم الإيحائي بالانتشار في جميع أنحاء أمريكا، وبدأت العديد من المستشفيات في تقديم العلاج بالتنويم الإيحائي بعد أن أظهر نتائج واعدة في تقليل أحاسيس الولادة وزيادة الاسترخاء بين الأمهات الحوامل.
وتابعت، إن الولادة تجربة جميلة يصاحبها بعض الأحاسيس المرهقة للغاية، وتضطر العديد من الأمهات للتعامل مع أحاسيس عملية الولادة التي يجدها أغلبهن غير ممتعة أو مريحة، لكن أثبتت تقنية الولادة بالتنويم الإيحائي قدرتها على مساعدة الأمهات على الاسترخاء والهدوء أثناء الحمل والولادة وبعد وصول الطفل حيث تمكنهم من التركيز على الجوانب الإيجابية للحمل مما يجعل التجربة أكثر إمتاعا، ويمكن أيضا للولادة بالتنويم الإيحائي أن تساعد الأمهات على فهم عملية الحمل والولادة بشكل أفضل وكيف ستكون التجربة بالنسبة لهن، فامتلاك المعرفة يجعل العديد من النساء يشعرن بالاطمئنان عند القيام بعملية الولادة لأن الأمهات اللائي يلدن بالتنويم الإيحائي يعرفن بالضبط ما يمكن توقعه أثناء تجربة الولادة.
كيف يساعد التنويم الإيحائي على منع آلام الولادة؟
وأوضحت الدكتورة نوران إبراهيم، أن التنويم الإيحائي يتعلق بشكل عام حول التحكم في أحاسيس الولادة وتسكينها دون اللجوء لتدخل طبي، ويوجد العديد من التقنيات المختلفة التي يمكن للأمهات استخدامها لمساعدتهن على تحقيق ذلك، وتكون كل تجربة ولادة فريدة من نوعها حيث تختلف كل عملية ولادة أثناء التنويم قليلًا عن سابقتها لكن مع ذلك تظل بعض الممارسات الأساسية كما هي في كافة التقنيات وعمليات الحمل والولادة المختلفة وتشمل هذه الممارسات أشياء مثل تمارين التنفس العميق، الاسترخاء، إقتراحات ما بعد التنويم الإيحائي، تدريب المكان الآمن وتدريب التخيل الفعال، ويهدف التنويم الإيحائي إلى مساعدة الأمهات على البقاء هادئات لبقية حياتهن فهي تقنية يمكن الإستفادة منها في الحياة عامة، وهذا النوع من التقنيات هو عملية تخيل تساعد النساء على تحقيق نتائج إيجابية في مختلف جوانب حياتهن، مثل الحفاظ على السعادة والصحة الجيدة.
وقالت مدربة الولادة الطبيعية، إنه لا يخفى على أحد أن الحمل ليس مجرد عملية ممتعة للهو بها، يمكن أن يكون الأمر مرهقًا للغاية خاصة بالنسبة للأمهات اللاتي يلدن لأول مرة ولا يعرفن الصعوبات اللاتي قد يواجهوها، ولكن عندما يقومن بالتدرب على تقنيات التخيل طوال فترة الحمل والولادة سيصبح من السهل عليهن التعامل مع العملية ككل، وبالإضافة إلى ذلك فلا يقتصر التخيل على الحمل والولادة وفقط، بل يمكن أيضا القيام بذلك خلال الحياة اليومية لتحقيق نتائج مبهرة في أي شيء تسعي للقيام به على سبيل المثال، يمكن ممارسة التخيل عند الرغبة في بدء عمل تجاري أو إنقاص الوزن، حيث يساعد ذلك على التركيز على تحقيق هذه الأهداف إلى أن تصير واقعًا وليس مجرد أمنيات.
وأضافت “نوران”، إذا كان هناك شيء واحد جيد يتعلق بالتنويم الإيحائي فهو مساعدة النساء على التعامل مع جميع أنواع المواقف العصيبة، حيث تسهل عليهن هذه التقنية عملية التخيل حتى تتمكن الأمهات في كل مكان من تحقيق أهدافهن دون أي مشاكل أو قلق.
أنواع التنويم الإيحائي
وعن طرق التنويم الإيحائي، أوضحت الدكتورة نوران، أن التنويم الإيحائى هو نوع من أنواع طرق إعادة برمجة العقل اللاواعي للتعامل مع الألم التي يمارسها العديد من الخبراء في الحمل والولادة في البداية، حيث تقوم النساء بممارسة تمارين التنفس العميق طوال فترة الحمل للحصول على ولادة ممتعة، والتقنية التالية تسمى استرخاء العضلات التدريجي مما يعني أن النساء ستقوم بشد وإرخاء العضلات طوال اليوم للحفاظ عليها قوية ومسترخية في جميع الأوقات، ويمكن حتى استخدام هذه التقنية أثناء عملية الولادة بحيث يسهل ذلك من الولادة.
وتابعت. أما تقنية برادلي فهي تقنية أخرى للتخيل تمكن من تحقيق نتائج أفضل أثناء الحمل والولادة فعند استخدام طريقة برادلي، تقوم الأمهات بتعلم كيفية التنفس بشكل صحيح لإرخاء عضلات الحوض عند الولادة، وتعد هذه التقنية أحد أكثر تقنيات التخيل استخدامًا لأنها تساعد النساء على البقاء هادئات طوال فترة العملية دون أي صعوبات، وهناك تقنية أخرى من تقنيات التنويم الإيحائي تسمى التنويم الإيحائي الذاتي وهذا النوع من التقنيات يساعد الأم على تخيل مكانًا هادئًا أثناء عملية الولادة حتى تتمكن من الاسترخاء قدر الإمكان طوال الوقت، ومن الأمثلة الجيدة على ذلك تخيل شاطئ هادئ حيث يمثل صورة هادئة ومسالمة،إذا قامت بالتدرب على هذا طوال فترة الحمل فسيكون من السهل القيام بذلك أثناء عملية الولادة عندما تحتاج لذلك.
أما تقنية مورغان هي تقنية للاسترخاء يمكن للأمهات استخدامها قبل وأثناء وحتى بعد عملية الولادة،حيث تساعدهن هذه التقنية من التنويم الإيحائي على إرخاء أجسادهن وعقولهن مما يسهل عليهن التعامل مع الأحاسيس المصاحبة للولادة كما أنها تعطيهن شيئًا إيجابيًا للتركيز عليه بدلًا من تلك الأشياء السلبية المتعلقة بالحمل والولادة، كل هذه التقنيات يمكن أن تساعد الأمهات مع المعرفة الواسعة وهرمونات الجسد وكل ما يتعلق بيوم الولادة لك.
وأكدت الدكتورة نوران إبراهبم، على أنه يتم بالفعل استخدام تقنيات الاسترخاء العميق في العديد من البلدان حول العالم، فلا تزال النساء اللاتي يعشن في فرنسا وألمانيا على سبيل المثال يستخدمونه، وتعتقد بعض الأمهات أنهن وحيدات أثناء عملية الولادة لكن تمارين وتقنيات الاسترخاء تمنع هرمونات التوتر من تولي السيطرة والقضاء على هذه التجربة الممتعة، مشيرة إلى أن الولادة الطبيعية هي الخيار الافتراضي لكثير من النساء، ولكن معرفة كيفية الاسترخاء يمكن أن تمكن الأمهات من الولادة الطبيعية حتى دون اللجوء إلى الأدوية والعقاقير الطبية هذا يعني أنه سيكون لديهن ولادة مسالمة كليًا وهو أمر يسهل قوله حيث يوصي الأطباء بالتخدير فوق الجافية أو استخدام المسكنات البديلة لمواجهة أحاسيس الولادة لأنهم لا يريدون أن تشعر الأمهات الحوامل بعدم الارتياح، ويمكن اللجوء لهذه الأساليب وعدة أساليب أخري لتخفيف أحاسيس الولادة، لكن يظل التنويم الإيحائي أحد أكثر الأساليب فعالية خالية من الأعراض الجانبية والتدخلات الدوائية والطبية بإستخدام قوة العقل اللاواعي الغير محدودة للتمتع بقدر أكبر من التحكم بعملية ولادة الطفل.