الجيش وقائده الأعلى
يحكي ثروت عكاشة الذي يوصف بأنه أفضل وزير ثقافة عرفته البلاد أن عبد الناصر اهتم بعد هزيمة يونيو بإعادة بناء الجيش المصري ليكون جيشًا محترفًا قادرًا على خوض الحرب واستعادة أرض سيناء التي احتلها الإسرائيليون.. فقد كان عبد الناصر يدرك أن السبب الرئيسي للهزيمة هو افتقاد الجيش قبلها للاحترافية وانشغاله بمهام سياسية، وأراد أن يحظى الجيش بالاحترافية ليكون جاهزًا لأداء مهمته الأساسية وهي حماية أرض الوطن وأمنه.. ومن وقتها وقد صار لمصر جيش محترف بالفعل لا يشغل نفسه بأي شواغل سياسية.
وفي عامي ٢٠١١، و٢٠١٣ تحرك الجيش فقط ليلبي مطالب شعبية وإنقاذ الدولة من صدام يؤدي إلى تقويض أركانها، ولم يتحرك بحثًا عن سلطة أو لممارسة دور سياسي، وهذا ما أكده بيان القيادة العامة للقوات المسلحة بوضوح في الثالث من يوليو عام ٢٠١٣، وأكده قبلها بيانها بعد تنحى مبارك في ١١ فبراير عام ٢٠١١ وبعد أن تسلمت إدارة شؤون البلاد متى يتم انتخاب رئيس جديد لها.
وما زالت قواتنا المسلحة حتى الآن حريصة على الاحتفاظ باحترافيتها، ويؤكد ذلك أنها تهتم بتطوير أسلحتها من مصادر متنوعة، وزيادة قدراتها القتالية من خلال التدريبات المشتركة وأيضًا ونشر قواعد لها على أرض البلاد لتوفر الحماية الكافية لها وتصون الأمن القومي المصري والعربي أيضًا.. وهذه الاحترافية تضمن لها الانضباط العسكري الصارم والالتزام الشديد بتعليمات وأوامر قياداتها العليا.
ويعزز ذلك أن قادتها ورجالها يحتفظون بقدر كبير من الاحترام لقائدها الأعلى، الذي لم يقدم على الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية إلا بعد أن استشارهم، وقبلها نجح أن يقنعهم بضرورة حماية الجيش لإرادة الشعب المصري في يونيو ٢٠١٣ التي توحدت حول التخلص من حكم الإخوان الفاشي.. وبعدها أقنعهم أيضا بضرورة مشاركةَ الجيش في عملية النهوض الاقتصادي للبلاد وعملية التنمية الاقتصادية.
أما ما يردده الإخوان من شائعات في هذا الصدد فهو مجرد هذيان وتخاريف وأكاذيب. وليس غريبًا على الإخوان هذا الهذيان فهم يرددونه منذ أكثر من ثماني سنوات ولن يتوقفوا عن ترديده ولو بعد مرور ثمانين عامًا!