رئيس التحرير
عصام كامل

الخواجة موسيمانى!

اعتاد المصريون أن يطلقوا على أى أجنبى من أوربا وأمريكا لقب الخواجة، بل إن اللاعبين في الأندية والمنتخب الوطنى يكتفون أحيانا باسم الخواجة وهم يتحدثون عن المدرب أو الكوتش الأجنبى.. لكن الملاحظ والملفت للانتباه ألا أحد سواء بين المحللين الرياضيين أو اللاعبين أطلق هذا الوصف على المدير الفنى للفريق الأول لكرة القدم للنادى الأهلى!.. 

ولعل هنا تكمن مشكلة بيتسو موسيمانى مع البعض.. فهم في داخل أنفسهم لا يعترفون بمدير فنى إلا إذا جاءهم من الغرب، ولذلك لم يعتبروا موسيمانى خواجة مناسبا لتدريب فريق الأهلى، وبالتالى لم يتوقفوا عن الهجوم عليه رغم البطولات العديدة التى أحرزها الفريق تحت قيادته.

 

 موسيمانى صاحب البشرة السمراء لا ينتمى للغرب وإنما ينتمى للقارة الافريقية، ولذلك هو من وجهة نظرهم ما كان ينبغى أن يتشرف بتدريب الأهلى الذى اعتاد كما يقولون أن يحرز البطولات مهما كان مدربه وبغض النظر عمن هو.. ولذلك ينتهز هؤلاء أية مناسبة إخفاق أو تراخ للفريق، كما حدث في ثانى مبارياته في مونديال الأندية للهجوم على موسيمانى ومطالبة إدارة الأهلى بتغييره واستبداله بخواجة حقيقى.. وعندما يفوز الفريق ويقدم أداء طيبا كما حدث أمس في مباراة الفريق مع الهلال السعودي ينسون دور الرجل فى هذا الانتصار ويتحدثون فقط عن أداء اللاعبين وروحهم العالية وإخلاصهم في الملعب!

 

 

وهكذا مشكلة موسيمانى الحقيقية مع هؤلاء المتربصين به أنه ليس خواجة بسبب انتمائه ولون بشرته السمراء، وتناسى هؤلاء أننا ننتمى لذات القارة السمراء التى ينتمى لها الرجل، بل ونعتز بذلك، وتغافلوا عن أن المنافسات الرياضية وارد فيها المكسب والخسارة والمهم أن كفة المكسب ترجح عند الحساب الختامى.. لكنهم لا يفقهون!   

الجريدة الرسمية