احتلال العقول.. انتبهوا يا سادة!
الحروب الحديثة لم تعد كسابقتها احتلالًا للأرض بالجند والعتاد بل احتلال العقول بطرق عديدة منها تشويه الرموز الوطنية والفنية والعسكرية والسياسية والاجتماعية التي لعبت دورًا تاريخيًا مهمًا في أمتها.. وتزييف التاريخ وتسفيه القيم الحضارية للشعوب المستهدفة حتى لا يبقى لشبابها مثل أعلى يقتدون به ولا تبقى لديهم ثقة فيمن حولهم، وهنا يسهل تشويش وعيهم وإضعاف روحهم الوطنية، وفي المقابل إثارة غرائزهم وتنمية الشعر بالأنانية والاستهلاك النهم لديهم.
احتلال الشعوب يبدأ بالسيطرة على عقول أبنائها بعد معارك فكرية يجري شنها بخبث حتى يسهل تفجيرها من الداخل وهدمها بأيدي أبنائها بعد معارك خبيثة لتغييب عقولهم واستلاب إرادتهم تارة ببث الشائعات وتارة أخرى بتذويب الشخصية عبر الفن والثقافة ويساعد على ذلك مواقع التواصل الاجتماعي التي تتطور بصورة مذهلة.
الفن بأشكاله المختلفة في رأيي أخطر وسائل تغيير وعي الشعوب وفكرها وإرادتها إيجابًا وسلبًا، بناءً وتدميرًا، ومن ثم تسعى الدول لتحصين شعوبها بتبني الفن الهادف سواء في المسرح أو السينما أو الدراما أو الموسيقى أو الأدب؛ وتطلق حرية الإبداع بما لا يضر منظومة القيم والثوابت والأخلاق؛ ولا تسمح بأعمال هابطة تزيف الوعي وتضرب قيم المجتمع وعاداته وتقاليده وأخلاقياته؛ فإن تجاوز تلك الخطوط بقصد أو دون قصد هو والإرهاب سواء، وهو شريك رئيسي في جريمة إسقاط الدول.
ذلك أن الفن الهابط الذي يتخذ من الإثارة والقبح وهدم المؤسسات الوطنية ورموزها وتعظيم البلطجة، وجعل أربابها أساطير في الأعمال الفنية ليس فنًا أبدًا بل جرمٌ مبين وحرب قذرة هدفها تحويل الواقع من سيئ لأسوأ وخلق أجيال جديدة تنتهج البلطجة وتمارس العنف، ولا تتورع عن معاداة الوطن إن هو أخذ على أيديهم وحاول منعهم من أفعالهم المشينة.