حكومات تراخت في تطبيق القانون!
من دروس يناير 2011 أنه ما من دولة تفككت مؤسساتها وضاعت لحمتها الداخلية إلا وذهبت ريحها ولم تقم لها قائمة، حتى بدا أن تفكيك دول بعينها مثل سوريا والعراق وليبيا واليمن، ومحاولة استهداف دول أخرى مثل مصر من الجنوب تارة ومن الغرب تارة أخرى، إنما أريد به إحداث فوضى خلاقة بشرّت بها كوندوليزا رايس وزيرة خارجية أمريكا ذات يوم في سياق حديثها عن الشرق الأوسط الجديد، الذى جرى رسمه وفق سيناريوهات بعضها جرى تنفيذه بالفعل، ويجري العمل باستماتة على تنفيذ بعضها الآخر، وهو ما يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن أحداث يناير 2011 والخريف العربي كان مؤامرة حقيقية شاركت فيها أطراف عديدة.
لا بد أن نتذكر أيضًا أن حكومات ما بعد يناير 2011 وحتى ثورة 30 يونيو 2013 تراخت دون استثناء في تطبيق القانون، وكان من نتيجة ذلك وقوع كوارث كثيرة منها الاعتداء بالبناء على الأرض الزراعية.. كما تباطأت في علاج مشكلات المواطنين وهمومهم حتى تردت أوضاعنا الاقتصادية بصورة غير مسبوقة؛ الأمر الذي دعا الرئيس السيسي لاتخاذ أصعب القرارات بإجراء إصلاح اقتصادي للوصول بمصر إلى بر الأمان.. وكان من نتيجة هذا الإصلاح مواجهة تحديات عديدة آخرها جائحة كورونا التي كبدت شعوبًا ودولا كثيرة خسائر مريرة في الأرواح والاقتصاد.