رئيس التحرير
عصام كامل

الفاتورة الباهظة!

سوف يكتب التاريخ يومًا ما تركته أحداث يناير 2011 من آثار وخيمة على شعوب المنطقة وفرص أجيالها القادمة في حياة آدمية آمنة وما تلاها من أحداث دامية لم تكن كلفتها الاجتماعية أقل فداحة من خسائرها الاقتصادية التي بلغت حدًا لم يدُر في خلد أكثر الناس تشاؤمًا.. وهي الفاتورة التي ما زلنا جميعًا –دولًا وشعوبًا- ندفع ثمنها باهظًا وباهظًا جدًا.

 

الأمم الحية وحدها القادرة على أن قراءة تاريخها قراءة واعية تستخلص العبرة والدرس فلا تكرر الأخطاء ذاتها بل تتفاداها وتجعل المحن منحًا بفضل الصبر والجهد المنظم والحركة الدائبة والتركيز على الأهداف القومية بإخلاص ورشد ولنا في دولة بحجم اليابان التي دمرتها القنبلة النووية لكنها لم تستسلم بل قاومت انكسارها وتأهبت لاستعادة الريادة والقوة وسط الكبار.

 

شعارات زائفة

 

من أهم دروس أحداث يناير 2011 أن فرط عشوائية الجماهير الغاضبة بلا إدراك ولا وعي ولا غاية مدروسة أنتج فوضى تلقفتها، بخبث شديد وانتهازية فجة، أطراف بعينها سارعت لكسب المواقف وجنى الثمار؛ وهو ما يجعلنا نتذكر دومًا مقولة الرئيس السيسي: "إنه ما من دولة ضربتها ريح الثورات إلا وعاشت سنوات ثقيلة ومتاعب وآلامًا".. وقوله "خلوا بالكم من الشعارات الزائفة والكلام المعسول الذي يفضي بكم إلى الضياع. البلاد اللي راحت لم تعد"، وتلك رسالة يحرص الرئيس السيسي على تذكيرنا بها من حين لآخر؛ إيقاظًا لوعي المواطنين للحفاظ على بلادهم ضد رياح الفتن.. وهي لاشك رسالة مهمة يتحقق مغزاها فيما يجري اليوم حولنا دول ليست بعيدة عنا.

 

وكلما تجددت ذكرى يناير تجددت أسئلة تبحث عن إجابات يكتبها المؤرخون بما أوتوا من أدوات العلم وخبرة التدوين؛ وإن كانت إجابتها معروفة بداهة: فهل جرى عمدًا تفجير ثورات ما سمى بالخريف العربي لهدم تلك الدول أم لتصحيح أوضاع خاطئة فيها.

 

 

توصيف ما جرى في أحداث يناير 2011 بصورة علمية محايدة مشفوعة بالوثائق والأدلة والقرائن بات مطلبًا ملحًا؛ ذلك أنها-أي أحداث يناير 2011- تركت آثارًا زلزالية كارثية ليس على حاضرنا فقط بل على مستقبلنا كله، والذي تأثر سلبًا في كل مناحيه.

الجريدة الرسمية