رئيس التحرير
عصام كامل

يوم الفشل!

بدلا من أن يكون اليوم  ٢٤ ديسمبر هو يوم فاصل في حياة الشعب الليبى لاختيار أول رئيس جمهورية لبلاده لاستعادة الدولة الليبية كيانها ووحدتها وإنهاء صراعاتها الدامية، فإن هذا اليوم صار هو يوم الفشل فى تحقيق ذلك كله، بعد أن تعذر -كما نبهنا مرارا هنا- إجراء الانتخابات الرئاسية الليبية نتيجة عزم تهيئة ليبيا لهذه الانتخابات بالتخلص من الميليشيات المسلحة التى تنتشر على أرضها، وإجلاء المرتزقة والقوات الأجنبية وتوحيد المؤسسات الليبية الأساسية وعلى رأسها المؤسسة العسكرية.

 

وهكذا نجحت القوى الرافضة لإجراء الانتخابات والراغبة في إبقاء الوضع الحالى في ليبيا على حالة في فرض إرادتها وإفشال إجراء الانتخابات الرئاسية في يوم الاستقلال الليبى كما كان مقررا منذ قرابة العام، والذى جاءت الحكومة الانتقالية الحالية للإعداد والتحضير لها، لكنها لم تفعل لمهادنتها القوى الرافضة للانتخابات وعلى رأسها جماعة إخوان ليبيا، لكى تظفر بفترة أطول في الحكم، رغم الدعوة التى تبناها وتوافق عليها عدد من المرشحين للرئاسة والتى تطالب بإختيار حكومة جديدة مؤقته تعد بشكل جاد للانتخابات التى لم تتم، لأن فترة صلاحية حكومة الدبيبة إنتهت اليوم طبقا للاتفاق الأمنى الذى جاء بها.

 

 

لقد حددت مفوضية الانتخابات يوم ٢٤ يناير المقبل موعدا بديلا لإجراء هذه الانتخابات الرئاسية التى لم تتم في موعدها الأصلى.. لكن هذا أمر تحيطه الكثير من الشكوك، حتى ولو أقره البرلمان في جلسته المقبلة المقرر عقدها بعد ثلاثة أيام، لأن الأسباب التى منعت إجراء هذه الانتخابات في موعدها اليوم مازالت موجودة ولم تختف، والمتمثلة فى وجود الميليشيات المسلحة والمرتزقة والقوات الأجنبية وأيضًا فى تواطؤ بعض الأطراف الدولية على إبقاء الوضع الليبى على حاله دون تغيير لأنها مستفيدة منه وتخشى إذا ما استقرت ليبيا واستعادة وحدتها أن تتضرر مصالحها في المنطقة وليس في ليبيا وحدها . 

الجريدة الرسمية