نحن وانهيار الليرة التركية!
التدهور الذى أصاب الليرة التركية هو ترجمة لأزمة حادة للاقتصاد التركي الذي كان يقدم لنا قبل سنوات مضت باعتباره نموذجا للاقتصاد الذى يحتذى حينما كان هذا الاقتصاد في نمو وصعود في نظام سياسى دينى يتدثر بمسوح دينية.. وبذلك سقط سياسيا واقتصاديا، هذا النموذج التركى الذى روج له الأمريكان والأوربيون من قبل، وهو ما يعزز أهمية ما قمنا به فى ٣٠ يونيو عام ٢٠١٣ حينما انتفضنا للتخلص من حكم الإخوان الفاشي والفاشل.. وهذا مكسب بالقطع لنا لأنه يدفع الأمريكان والغرب لمراجعة الرغبة التى انتابتهم لتمكين الإخوان من حكم بلدنا وعدد من دول المنطقة.. غير أن ما يتعرض له الاقتصاد التركي من تدهور قد لا يفيدنا كله، بل ربما يضرنا !
فإن انخفاض الليرة التركية الراهنة على هذا النحو جعل السياحة والسلع في وضع تنافسي أكبر بالمقارنة للسياحة والصادرات المصرية.. وهذا أمر يتعين أن نتنبه إليه حتى لا يستنزف الاقتصاد التركى منا قسطا مما نحوزه من النقد الأجنبى، في وقت نتحسب فيه لاتساع فجوة النقد الأجنبى لدينا بسبب الأزمة التى تمسك بخناق الاقتصاد العالمى التى ساهمت في زيادة مدفوعاتنا من النقد الأجنبى التى ننفقها في إستيراد احتياجاتنا الضرورية من الخارج والتى أدت إلى زيادة العجز التجارى طبقا لآخر التقديرات الرسمية.
من حقنا أن نوجه شركات السياحة لدينا أن تمسك أيديها فى تنظيم الرحلات السياحية لتركيا، وذات الشيء يجب أن نفعله مع الشركات التى تستورد من السوق التركي، خاصة وأن هناك بدائل مصرية للسلع التركية، وكذلك مقاصد سياحية مصرية بديلة يمكن تنظيم رحلات للمصريين لها بأسعار تنافسية وتحقق أرباحا لشركات السياحة التى تتعامل في السياحة لتركيا.. وفى ظل الأزمة الاقتصادية العالمية من حقنا أن نحمى أنفسنا من أية أضرار يسببها لنا ما يصيب أي اقتصاد آخر في منطقتنا أو خارجها.