رئيس التحرير
عصام كامل

أسماء سورة طه وفضائلها وسبب نزول بعض آياتها

سورة طه، فيتو
سورة طه، فيتو

 «سورة طه» هي السورة 20 (العشرون) في ترتيب المصحف العثماني، وهي سورة مكية بالإجماع، وآياتها 135 خمس وثلاثون ومائة آية. نزلت بعد سورة مريم.

 

 أسماء سورة طه

 (سورة طه)، بهذين الحرفين سُمِّيت السورة، وقد جاءت بعض سور القرآن بمثل هذه التسمية، لما بدأت به من أحرف الهجاء؛ مثل: (يس)، و(ص)، و(ق) وأما تسميتُها بـ(طه) لِمَا لهذين الحرفين من معنى النداء للنبي صلى الله عليه وسلم، فقد جاء في تفسير الطبري أن (طه) بالنبطية: يا رجل، فالسورة بدأت بالنداء للنبي صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك تكريم له وتسلية.

 

قال الآلوسى: «وتسمى- أيضا- بسورة الكليم»، وتسمى أيضًا سورة موسى عليه السلام؛ لأنها تضمنت حديثًا مستفيضًا عن موسى عليه السلام وقومه.

‫سورة طه وسبب نزولها وفضلها مع التفسير: اقرأ - السوق المفتوح‬‎
أسماء سورة طه وفضائلها وسبب نزول بعض آياتها

 

هل طه من أسماء الرسول؟

 (طه) ليست من أسماء النبي، كما يظن بعض الناس، بل هي من فواتح السور وهي حروف مقطعة مثل: (الم) ومثل: (حم) ومثل: (المص) وأشباهها، كلها حروف مقطعة في أوائل السور، لله فيها الحكمة العظيمة -سبحانه وتعالى- وليست أسماء للنبي ﷺ ولكن يقال: سورة طه، سورة يس، سورة المص، سور حم.

وقد أشارت دار الإفتاء المصرية إلي كون هذه الأسماء من أسماء النبي -صلى الله عليه وسلم-  أمر مختلف فيه، فقد ورد حديث ضعيف عند ابن عدي وابن عساكر يذكر فيه أن (طه- يس) من أسماء النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، فقد أخرج ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (4/ 509) وابن عساكر في تاريخ دمشق (3/ 29) عَن أَبِي الطُّفَيْلِ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّ لِي عِنْدَ رَبِّي عَشْرَةُ أَسْمَاءٍ) قَالَ أبو الطفيل قد حفظت منها ثمانية: (مُحَمد وأحمد، وأَبُو القاسم والفاتح والخاتم والماحي والعاقب والحاشر) قَالَ أبو يَحْيى: وزعم سيف أن أبا جعفر قَالَ له: إن الاسمين الباقيين يس وطه.
 

مكان نزول سورة طه

قال القرطبي: «سورة طه- عليه السلام- مكية في قول الجميع، نزلت قبل إسلام عمر- رضى الله عنه-، فقد قيل له: إن ختنك وأختك قد صبوا- أى: دخلا في الإسلام- فأتاهما وعندهما رجل من المهاجرين, يقال له: خباب وكانوا يقرءون سورة  طه».

 

 سبب نزول سورة طه 

تعددت الروايات في سبب نُزولها على عدة أقوال، وهي ما يأتي: 

 أنّ النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- كان يُريح بين قدميه، فيقوم على رجلٍ واحدة، فنزلت بدايتها، وهو قول علي -رضي الله عنه-. إنّ النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- لما نزل عليه القُرآن، صلّى بالصحابة وأطال بهم، فقال المُشركون: "ما أنزل هذا القرآن على محمد إِلا ليشقى به"، فنزلت بدايتها، وهو قول الضحاك.

 إنّ أبا جهل، والنضر بن الحارث، والمطعم بن عدي، قالوا للنبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: "إنّك لتشقى بتركك لديننا، ودين آبائك، فائتِ إلينا ببراءة أنه ليس مع إلهك إله، فقال لهم: أنه أُرسل رحمةٌ للعالمين، فقالوا له: بل أنت شقي"، فنزلت بدايتها، وهو قول مُقاتل،

 فكانت الآيات ردًا عليهم، وتعريفًا للنبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- بأن دينه الإسلام هو الطريق الوحيد للفوز والسعادة.

 إنّ النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- صلّى بالليل حتى تورمت قدماه، وقيل: إنّه كان يربط على صدره حبلًا حتى لا ينام في قيام الليل، فنزلت الآيات تحثهُ بأن لا يشقّ على نفسه، ونصحه جبريل -عليه السلام- بقوله: "أَبْقِ عَلَى نَفْسِكَ فَإِنَّ لَهَا عَلَيْكَ حَقًّا".

 

وقيل أن السورة نزلت  قبل إسلام الصَّحابيِّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وأشارت إلى مهمَّة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ وهي مهمة إبلاغ رسالة الله -تعالى- للنَّاس جميعًا، فهو رسولٌ وعليه البلاغ وإرشاد النَّاس لدين الإسلام، وتوضيح مكانة القرآن الكريم وعظمته.

 

فضائل سورة طه

1- أنها مِن السور المتقدم نزولها، ومن قديم ما حفظ الصحابة وتعلموه

2- من المئين التي أوتيها النبي - صلى الله عليه وسلم - مكان الزب

3-  فيها اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب: فعن أبو أمامة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اسم الله الأعظم، الذي إذا دُعي به أجاب، في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه). قال القاسم: فالتمستها، فإذا هو قوله سبحانه: (وعنت الوجوه للحي القيوم) (طه:111)، رواه ابن ماجه والطبراني في "المعجم الأوسط". 

وروى أبو يعلى عن معقل بن يسار رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله، وحرموا حرامه، واقتدوا به، ولا تكفروا بشيء منه، ما تشابه عليكم منه فردوه إلى الله، وإلى أولى العلم من بعدي كما يخبروكم، وآمنوا بالتوراة، والإنجيل، والزبور، وما أوتي النبيون من ربهم، وليسعكم القرآن، وما فيه من البيان، فإنه شافع مُشَفَّع، وماحِلٌ مُصَدَّق -معناه: خصم مجادل مُصَدَّق-، وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأولى، وأعطيت طه، والطواسين، والحواميم، من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة من تحت العرش، وأعطيت المفصل نافلة)، ذكره ابن حجر في "المطالب العالية". 

وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل بأهله الضيف، أمرهم بالصلاة، ثم قرأ: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها) (طه:132)، رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" بسند قال عنه الهيثمي: رجاله ثقات.

ومن أعظم فضائلها: أن قراءة أولها كان سببًا لإسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي كان إسلامه فتحًا أيَّد الله به هذا الدين، ففرق به بين الحق والباطل، فعزَّ به المسلمون، فرغب في الإسلام بسبب ذلك من وفقه الله له، وذلك هو عين مقصودها.

وعن ابن عباس أن رسول الله قال: " أُُعطيتُ السورة التي ذكرت فيها الأنعام من الذكر الأول وأُعطيت طه والطواسين من ألواح موسى وأعطيت فواتح القرآن وخواتيم البقرة من تحت العرش وأعطيت المفصل نافلة ".

وعن أبي إمامة أن النبي قال " كل قرآن يُوضَع على أهل الجنة فلا يقرؤون منه شيئا إلا طه ويس فإنهم يقرؤون بهما في الجنة".

‫مقاصد سورة طه‬‎
أسماء سورة طه وفضائلها وسبب نزول بعض آياتها

 

 

تلخيص سورة طه

 افتتحت السورة الكريمة بخطاب النبي صلّى الله عليه وسلّم وببيان وظيفته، وببيان سمو منزلة القرآن الكريم: الذي أنزله عليه ربه الذي له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى

 ثم فصلت السورة الكريمة الحديث عن قصة موسى- عليه السلام- فبدأت بنداء الله- تعالى- له، وباختياره لحمل رسالته.ثم تحدثت عن تكليفه- سبحانه- لموسى، بالذهاب إلى فرعون.

ثم حكت السورة ما دار بين موسى وبين فرعون من مناقشات ومجادلات، وكذلك ما دار بين موسى وبين السحرة الذين جمعهم فرعون لمنازلة موسى- عليه السلام- وكيف أن السحرة انتهى أمرهم بالإيمان، وبقولهم لفرعون: لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِوَالَّذِي فَطَرَنا فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا.إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا، وَما أَكْرَهْتَنا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ، وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقى.

 ثم بينت السورة الكريمة ما فعله بنو إسرائيل في غيبة موسى عنهم، وكيف أن السامري قد أضلهم بأن جعلهم يعبدون عجلا له خوار.وكيف أن موسى رجع إليهم غضبان أسفا فحطم العجل وأحرقه وألقاه في اليم وهو يقول: إِنَّما إِلهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا.

وبعد أن فصلت السورة الكريمة الحديث عن قصة موسى- عليه السلام- عقبت على ذلك ببيان وظيفة القرآن الكريم، وببيان جانب من أهوال يوم القيامة، وسوء عاقبة الكافرين، وحسن عاقبة المؤمنين.

قال- تعالى-: وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا.وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلْمًا وَلا هَضْمًا. ثم ساقت السورة في أواخرها جانبا من قصة آدم، فذكرت سجود الملائكة له، ونسيانه لأمر ربه، وقبول الله- تعالى- لتوبة آدم بعد أن وسوس له الشيطان بما وسوس.

قال- تعالى-: وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا.وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى.فَقُلْنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى.

 ثم ختمت السورة الكريمة بأمر النبي صلّى الله عليه وسلّم بالصبر وبالإكثار من ذكر الله- تعالى- وبعدم التطلع إلى زهرة الحياة الدنيا، وبأمر أهله بالصلاة.

وبالرد على مزاعم المشركين، وبتهديدهم بسوء العاقبة إذا ما استمروا على ضلالهم.قال- تعالى-: قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا، فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية