ليبيا في خطر!
ودارت الأيام واقترب موعد الانتخابات الرئاسية في ليبيا، الذى يحل بعد أسبوع، وكل ما يحدث فيها يشير إلى أن هذه الانتخابات لن تتم في موعدها وأنها سوف تؤجل إلى أجل غير مسمى.. فإن مفوضية الانتخابات لم تعلن عن القائمة النهائية للمرشحين ولم تحدد قواعد الدعاية لهم، ومقراتها تتعرض للاقتحام من قبل جماعات وميليشيات مسلحة، ورئيسها مهدد بالقتل.. ورئيس وأعضاء المجلس السيادى المؤقت والحكومة الليبية هجروا مقراتها في العاصمة طرابلس بعد حصارها من قبل مسلحين..
والمرتزقة الأجانب يزيدون ولا يتناقصون، وكل ما حدث في الأسابيع الأخيرة هو استبدال لبعض عناصر هذه المرتزقة فقط.. وليس هناك أيضا برنامج زمنى لانسحاب القوات الأجنبية من ليبيا، رغم الجهد الذى بذلته اللجنة العسكرية المشتركة.. والدول الأوربية المتورطة في الأزمة الليبية ومعها الأمم المتحدة لا تبدى حزما واضحا في ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها أو حتى موعد آخر لاحق قريب.. لذلك فإن إجراء هذه الانتخابات صار على كف عفريت كما يقال!
كل هذا يعنى بوضوح أن ليبيا مازالت في خطر داهم، وأنه لا يلوح في الأفق انحسار أو تراجع لهذا الخطر.. وسبب هذا الخطر ليس مجرد تأجيل الانتخابات، وإنما هو وجود قوات أجنبية ومرتزقة وميليشيات مسلحةَ تسيطر على مساحات من الأراضى الليبية.. وهذا هو أساس الأزمة الليبية التى بدأت مع غزوها بقوات للناتو.. وعندما تكون ليبيا في خطر فإن الأمن القومي المصري يطاله هذا الخطر أيضا.