ما بين الموهوب والمتفوق فارق شاسع!
يجب أن نفرق بين الموهوب المبدع والمتفوق دراسيًا..وبينهما فارق شاسع ..فالموهوب يملك قدرات أو ملكات معينة تفوق غيره وتجعله متفردًا في مجال ما..والموهوبون لا تزيد نسبتهم عالميًا على 2% من مجموع السكان..ولولاهم ما وصل العالم لما نراه من تقدم تكنولوجي ورقمي وعلمي مذهل..
الموهبة نعمة يهبها الله لمن يشاء وهي نبتة لا يستفاد منها إلا إذا تعهدناها بالرعاية والاهتمام.. ولأنها تولد مع الإنسان دون تدخل من الطبيعة أو البيئة المحيطة لكن بإمكان الأهل والمعلمين اكتشافها بسهولة ومن ثم تطويرها وتنميتها ليصبح الموهوبون أكثر إبداعًا وتميزًا فهم ثروة أي أمة ومفتاح مستقبلها إذا ما أحسن رعايتهم وتطوير ملكاتهم وتوفير ما يحتاجون من رعاية نفسية ومادية واجتماعية وصحية ودراسية ووضع برامج إرشادية تضمن لهم النمو المنشود.
وعادة ما تظهر الموهبة في سن صغيرة؛ ويعبر الطفل من خلالها عن نفسه بالرسم أو إلقاء الشعر أو كتابة القصص أو اللعب على آلة موسيقية أو الغناء.
الطالب الموهوب يحتاج إلى معلم ملهم ومؤثر يبتعد به عن الحفظ والتلقين إلى الفهم والابتكار واستقلالية التفكير والريادة في التطبيق مستفيدًا من منتوجات التكنولوجيا المتجددة في كل لحظة..
وهنا يظهر مدى الحاجة طريقة تدريس مغايرة ومعلم أكثر تأهيلًا وإلمامًا بطبيعة وفلسفة التربية الجدية وضرورة اكتشاف ورعاية الموهوب؛ فالمعلم الناجح لا يعلِّم بمادته فحسب بل بطريقته وأسلوبه وشخصيته وعلاقاته الطيبة بتلاميذه.. وكم نرجو أن نجد مدرسين على هذه الشاكلة في كل مدرسة وأساتذة كهؤلاء في كل كلية وجامعة؛ فمعظم العلماء والمبتكرين الأفذاذ قد تخرجوا على أيدي هؤلاء المعلمين الذين سمعنا عنهم في الزمن الجميل.