قسوة القلوب!
ما أصعب قسوة الأحزان والآلام التي تسببها تلك القلوب القاسية.. ولست أجد ما أقول لهؤلاء إلا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "البر لا يبلى، والذنب لا يُنسى والديان لا يموت.. إعمل ما شئت كما تدين تدان".. لعلهم يتذكرون أن الحياة تمضي إلى غايتها بأسرع مما يتصورون ويسقي كل ساقٍ بما سقا.. وحتمًا ستأتي النهاية، ويفني الوجود الإنساني ليبدأ حساب رب السماء نقف بين يديه ليحصي علينا أعمالنا..
لعلنا نغسل قلوبنا ونزيل قسوتها وننظفها مما علاها من آفات كالحقد والحسد والغل والكبر.. لنتذكر أن قسوة القلوب ما هي إلا عقوبة تنزل بالمرء كما يقول ابن القيم الجوزية "ما ضُرب عبدٌ بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله".
الحقوق والقيم الإنسانية
لنتذكر قول الله تعالى: "إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا".. ما أصعب أن يخيِّب آمالنا أولئك الذين راهنا عليهم يومًا ما لاعتقادنا أن شهامتهم تفوق كل تصور ثم نجدهم جاحدين لأي معنى من معاني الرحمة والإنسانية والوفاء، ناكرين لما أسديناه إليهم من معروف لا لشيء إلا لأنهم من أصحاب القلوب القاسية التى لا مكان عندهم للمعاني الإنسانية الراقية.
يحدونا أمل ورجاء أن تخلو جمهوريتنا الجمهورية من تلك الظواهر الكريهة المقيتة، وأن يتعامل العقل الحكومي مع المواطنين بحس إنساني وسياسي رشيد.. آن الأوان لتطبيق القانون بحسم على كل متجاوز ومخالف.. فمتى خضعت رقاب الجميع للقانون فسوف نتغلب على تلك الآفات التي تضرب مجتمعاتنا، ونخطو بجدية نحو الديمقراطية وسيادة القانون على الجميع حتى يحصل كل ذي حق على حقه.
ليتنا نتعلم من الرئيس السيسي كيف يتعامل مع بسطاء الناس ونحترم قيمة العمل والوقت واحترام الآخر والتسامح والإتقان.. وأن نتكاتف جميعًا لنكون سندًا لدولتنا في أهم معاركها للبقاء والبناء ومغالبة التحديات واجتياز مراحل التحول الصعبة وإبطال مفعول المؤامرات التي تحاك ضدنا بلا توقف.. أول الفعل وعي وإدراك وإيمان بقيمة الأوطان.. فلا خير فيمن لا يحب وطنه ويفديه بروحه.. اللهم احفظ مصر وإجعلها في أمن وسلام لا ينقطع.