أقلام تبني وأقلام تهدم !
ما تسطره الأقلام وتذيعه الألسن وسيلة بناء أو هدم للمجتمعات، وهذا ما أكدته أبحاث كثيرة أجراها باحثون غير مسلمين لتؤكد صدق ما جاء به الإسلام بشأن خطورة الكلمة التي أمرنا الله تعالى أن نتخيرها حتى لا نؤذي بها غيرنا فقال تعالى: "قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ۗ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ" (البقرة:263) وقال أيضًا:"وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ" (الحج:30)..
ولأن الكلمة رسول للقلوب فقد قال الله سبحانه وتعالى في أشرف الأمور وهي الدعوة إليه: "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" (سورة النحل: 125) حتى تحدث الكلمة أثرها الإيجابي في نفوس المخاطبين بها حتى ولو كانوا متجبرين منكرين لدعوته كما في حال فرعون مع دعوة موسى الذي أمره ربه ومعه أخوه هارون بأن يلينا له الكلام بقوله:"اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ" (طه:44،43).
ما نستخلصه من عبارات الوحي القرآني يؤكد بلا شك أن الكلمة الطيبة لها تأثير لا يعادله تأثير، ومن ثم جعلها الله تعالي صدقة لقائلها وما أيسرها من صدقة؛ ومن ثم تقدمت في خطابه تعالى لبني إسرائيل على الصلاة والزكاة وهما من أركان الدين:"وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ" (البقرة: 83).