حين يحذرنا الرئيس من خطورة الكلمة!
حديث الرئيس السيسي ومداخلاته في البرامج التليفزيونية عن الإعلام ودوره المهم في معركة البناء والبقاء ليس وليد اللحظة ولا هو موقف عابر وإنما هو توجه ثابت يحرص عليه الرئيس منذ حملته الانتخابية الأولى ولا تكاد تمر مناسبة وطنية أو مؤتمرات رئاسية دون أن ينبهنا الرئيس لخطورة الكلمة مسموعة أو مرئية أو مكتوبة في تشكيل وجدان المواطن ووعيه وتبصيره بالحقائق وصياغة منظومة قيمه وأخلاقه ومُثُله العليا؛ فالأجيال الجديدة من الحروب تنطلق بالأساس من اختراق العقول وترويضها تمهيدًا لتوظيفها في تحقيق الأهداف المشبوهة والخبيثة.
ويبدو لازمًا وضروريًا في سياق كهذا أن يتنبه الإعلاميون لخطورة ما يقدمون للناس، وأن يتوخوا صالح أوطانهم أولا وأن يلتمسوا ما ينفع الناس لا ما يحبه المشاهدون وبينهما بالطبع فارق هائل إن أردنا تقدما للأمام وجنيًا للثمار والإنجازات التي لا تكف الدولة عن تشييدها في الجمهورية الجديدة.
ولسنا في حاجة للتذكير بأن التفريط في رسالة الإعلام والانحراف عن غايتها الرشيدة ووقوع البعض في غواية الأهواء والمصالح الضيقة فيلبسون على الناس أمرهم ويدفعون مجتمعه للتخبط والعشوائية والتشويش فذلك معناه توهين المجتمع وجعله بيئة خصبة للشائعات والانقسام والفكر المتطرف ومسالك الشيطان مثلما شهدنا في أعقاب أحداث يناير 2011 التي كادت تدخلنا في نفق الاحتراب الأهلي جراء ما فعله بعض رجال الإعلام وحملة الأقلام من حرق للوطن والزج به في أتون الفتن والخطر لولا أن سبقت عناية الله ونفذت كلمته فجمع القلوب على ثورة 30 يونيو؛ فصححت المسار؛ وأنهت حكم الإخوان واستعادة الدولة من براثن الضياع والفوضى واليأس.