اللعبة الأمريكية في إثيوبيا!
بجامعة جونز هوبكنز بالولايات المتحدة وحدة للدراسات الصينية رصدت قبل عامين أن القروض الصينية لإثيوبيا تجاوزت الـ 12 مليار دولار خلال سنوات قليلة نسبيا بدأت عام 2000!
بنك Exmin الصيني مثلا هو من مول مشروع خط قطار إثيوبيا جيبوتي بطول 750 كم وبتكلفة 3،4 مليار دولار.. كذلك أنشأت الشركات الصينية خطوط طرق داخلية تزيد عن 50 ألف كيلومترا ومشاريع أخرى منها السد الإثيوبي!
لذا لدينا أكثر من نتيجة أولها أن التعاون الصيني الإثيوبي قائم قبل أزمة السد وقبل عودة فكرة السد نفسه.. الثاني أن الاهتمام الصيني بإثيوبيا جزء من الاهتمام الصيني بالقارة الأفريقية كلها حتى إن الصين أصبحت الشريك رقم 1 لإفريقيا في الاستثمار والتنمية لكن هذا يعني استمرار التمدد الصيني في العالم كله وزيادة القدرة علي خلق شركاء وأصدقاء وخلفاء جدد وهو ما لا تريده الولايات المتحدة أو قررت مواجهته!
إسقاط الحكومة الإثيوبية
وفيما يبدو أن رسائل عديدة لم يفهمها آبي أحمد وهنا قرر بايدن إستثمار ذلك لإرسال -هذه المرة- رسالة قاسية لإثيوبيا خصوصا أن الفصائل التسعة التي شكلت جبهة واحدة ضد آبي أحمد اجتمعت في واشنطن وأعلنت جبهتها الجديدة من هناك وأعلنت وحدتها وتعهدها بالسعي لإسقاط الحكومة الإثيوبية في ذات اللحظة التي طالبت واشنطن كل الأطراف بوقف القتال والامتثال لدعوتها للحوار!
الان.. إما أن يعتبر أبي أحمد مضطرا وقف القتال فرصة له لترتيب كل شئ من جديد لكنه يعلم المطالب والشروط الأمريكية بوقف أو تقليل التعاون والتواجد الصيني هناك أو أن التحالف المكون من كل من حركة كيمانت الشعبية اليمينية والعدل، حزب كيمانت الديمقراطي، وجبهة سيداما للتحرير الوطني، ومقاومة الأقاليم الصومالية، وحركة آغاو الديمقراطية، وحركة بني شنقول للتحرير الشعبي، وجيش جامبيلا للتحرير الشعبي، والجبهة المتحدة للقوات الفيدرالية والكونفدرالية الإثيوبية، جبهة عفار الثورية الديمقراطية، وجيش تحرير أورومو سيتحركون مرة أخرى إلى أديس أبابا!
الولايات المتحدة لا تعرف إلا مصلحتها.. وكذلك باقي الدول الكبرى.. لكن الفرق أن كافة الوسائل عند أمريكا متاحة ومباحة.. مهما كانت حتي لو دهست تحت أقدامها كل قيم الدنيا بما فيها قيم حقوق الإنسان، باعتبارها ورقة ضغط ليس إلا.. وشعارها ومنظماتها الخفية هو: نوظف إثيوبيا نعم لكن وهي تحت المظلة الأمريكية.. وحدها!