رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي والكاظمي والعراق العربي!

كان مقررا في الصباح الباكر أن نجري مداخلة عبر سكايب علي إحدي القنوات المحترمة.. فجأة وقبل لحظات من الظهور علي الهواء وجدت رئيس التحرير يبلغني بتغير موضوع الفقرة كلها.. فالرئيس السيسي سيهبط الآن في مطار بغداد في زيارة مفاجئة للعراق!

 

بدأت المداخلة -وكانت فرصة للانطلاق في الموضوع المهم- وقد استمرت وقتا لا بأس به دارت حول قضيتين اساسيتين أولهما التعاون بين مصر والعراق ثم بينهما مع الأردن.. والثانية كانت الرؤية المصرية -مش مجرد زيارات وخلاص- لاستعادة هوية شقيقاتها العربيات.. فلا يصح أن نقبل أن يكون العراق فارسيا ولا تركيا ولا طبعا صهيونيا.. كما لا نقبل أن يكون غير العراق من البلاد العربية -كل البلاد العربية وليست ليبيا فقط- محلا للعبث من أطراف أخري.. لا سوريا تتغير هويتها ولا لبنان ولا اليمن ولا كل الدول الشقيقة التي تعاني أزمات خطيرة..

 

 

مصر تؤمن أن الغياب العربي مسئول عن ذلك.. وبدلا من أن تنافس الدول العربية في أدوراها باتت تدافع -فقط- عن بقائها وعدم تقسيمها وهويتها.. ولا مدخل للدور العربي وحضوره إلا من خلال الدعم ومد يد العون والتعاون الشامل عسكريا واقتصاديا وتكنولوجيا.. ومنذ ٢٠١٤ يؤكد الرئيس السيسي علي هذا الدعم.. للعراق علنا ولسوريا وليبيا ضمنا حتي صار علنيا منذ ٢٠١٦ لسوريا وليبيا لإعتبارات قدرتها مصر في حينها !

 

قبل أن نتكلم عن تواجد غيرنا علينا أن نسأل أنفسنا عن غيابنا وتواجدنا.. وبدأت مصر ذلك مبكرا.. ولعل التجربة تتسع وتشمل تعاون الجميع وكل شعوبنا لن تنسي من وقف معها وساندها ودعمها !

نجا بحمد الله مصطفي الكاظمي رئيس الوزراء العراقي.. وقد حذرنا من تعرضه لذلك في يناير الماضي.. كما حذرنا من إستهداف الرئيس قيس سعيد وأعلنت مصر دعمه صراحة! 

وهكذا.. يستمر الصراع في المنطقة بين معسكرين.. وسيستمر !

عاشت العروبة.. الحل الوحيد لمواجهة شعوبنا.. فالإستهداف الجماعي.. لا يهزمه إلا الوعي والعمل الجماعي!

الجريدة الرسمية