رئيس التحرير
عصام كامل

طوارئ الصين والحرب التي تأجلت!

فجأة تطلب الصين من مواطنيها تخزين الطعام! هذا لا يحدث في دولة مثل الصين تعتمد العمل الجماعي والسلوك الاجتماعي الواحد والمنظم.. هل كورونا السبب؟ كيف ذلك وعدد الإصابات بالصين خلال شهرين لا يتجاوز عشرات من المصابين؟ هل لتأمين بيوت الصينيبن من الطعام بسبب أزمة الغذاء؟ العكس.. فهذه الدعوة قد تزيد الأزمة بالارتفاع المفاجئ والهائل في الطلب علي السلع الغذائية في بلد المليار ونصف المليار! وبإجراء لم تلجأ له الصين في ظل ظهور كورونا المرة الأولي رغم حالة التفشي التي كانت! 

 

هل كانت التعليمات الصينية من أجل حرب محتملة في تايوان مع أمريكا؟ هذا الفرض صعب جدا إذ يمكن أن تطلب تايوان من سكانها ذلك وهم عدد قليل من السكان عليه أن يقاوم عملاق كبير.. تراجعت بسببه أمريكا بعد دقائق من تصريحات الرئيس بايدن من دعم تايوان عسكريا.. إذ سارع المتحدث باسم البيت الأبيض حتى تجهيز وزير الدفاع للنفي أيضا موضحا أن المقصود دعم تايوان وليس دخول الحرب معها ضد الصين!

 

 

الدول الغربية بين شد وجذب وعصا وجزرة مع إيران لإعادتها للمفاوضات النووية في فينا ولقاءات أمريكية إسرائيلية منذ أسابيع حول الموضوع ومناورات في إسرائيل قالت علنا إنها للتدريب علي حرب شاملة في المنطقة!! ثم تطورت إلي تحصين بيوت الشمال القريية من جنوب لبنان وتهديدات لا تتوقف ضد ايران بلغت حد تحديد شكل الهجوم المحتمل وأدواته! 

 

سيناريو الأزمة

 

بينما إيران تستفز الجميع  بالإعلان يوميا عن قطع خطوات مهمة في برنامجها النووي ثم تناور وتعود لتقول أن مشروعها سلميا!! وهو ما يتم منذ ١٥ عاما تقريبا! وبين كل ذلك إحتكاك جديد في الخليج بين سفن ايرانية وامريكية! والأزمة بين بعض الدول العربية ولبنان تتصاعد لتصل إلي حد سحب الرعايا من لبنان!

 

السؤال الان: هل كنا نقف أمام ضربة وشيكة ضد إيران علمت الصين بها باجهزتها أو بالابلاغ المباشر؟! لكن ما علاقة ذلك بالصين وتخزين الطعام؟ الإجابة في أولا الإتفاق الصيني الإيراني الاستراتيجي الشامل الذي وقعه البلدان في مارس الماضي ولمدة ٢٥ عاما.. صحيح هو إتفاق اقتصادي تستثمر فيه الصين في إيران ٤٠٠ مليار دولار وتستورد النفط بسعر تفضيلي جدا لكن المشروعات الصينية في حراسة الآف من رجال الأمن الصينيين فضلا عن الالاف من الصينيين العاملين بها خصوصا أن الإتفاق بدأ فعليا علي الأرض قبل توقيعه! 

 

كما أن ضرب إيران سيشعل المنطقة.. حزب الله سيهاجم اسرائيل والأخيرة سترد بعنف علي لبنان وعلي بنيته التحتية لتحدث دمارا كبيرا مطلوبا في ذاته لإشعال الوضع داخل لبنان وربما هاجم الحوثيون السفن الأمريكية والاسرائيلية في بحر العرب ومدخل البحر الأحمر كما ستغلق إيران مضيق هرمز وكلها عوامل ستؤثر حتما علي أسعار النفط وعلي حركة التجارة العالمية بما فيها الغذاء! 

هل كان هذا سيناريو مقبولا وقابلا للتحقيق حتي أمس عندما تم نزع فتيل الأمر كله بعودة إيران إلي المفاوضات النووية في فينا؟!  أم إن العودة لن توقف المواجهة القادمة حتميا؟!

الجريدة الرسمية