رئيس التحرير
عصام كامل

في أهمية وجود مؤسسة لإدارة الوعي!

ما أحوجنا اليوم أكثر من أي وقت مضى لمركز أو جهة تضم خيرة الخبراء والباحثين تكون مهمتهم خلق وعي جمعي رشيد وصناعة حالة تنويرية تأخذ بأيدي الناس لتكوين قناعات حقيقية إيجابية صحيحة منحازة للوطن ومصالحه العليا أولًا.. مثل هذا المركز يمكنه أن يواكب المتغيرات السريعة حولنا وأن يتوخى خلق حالة من التوعية الممهنجة في مواجهة أعداء الوطن الذي يستخدمون أحدث فنون التكنولوجيا والمعلومات ومواقع التواصل الاجتماعي لصناعة حالة وعي زائف تفضي إلى هشاشة مجتمعية قابلة للاختراق والتشويه.

 

وإذا كنا في صدد مسألة الوعي نطالب دائمًا بتجديد الخطاب الديني فلا أقل من خطاب موازٍ لتجديد الخطاب الثقافي والإعلامي وأن يتنادى المثقفون والمفكرون لإنشاء مثل هذا المركز أو تلك الجهة التى ندعو لإنشائها على وجه السرعة لتكون لتضع خارطة طريق وطنية وخطة عمل عاجلة ومحكمة لترجمة فكر الجمهورية الجديدة وتوجهاتها لواقع ينخرط فيه الجميع؛ عملًا وإنتاجًا، وإطلاقًا لحرية الإبداع فمازلنا نعاني وجود من يسعى لتغييب دور الوعي بما يجري ويحاول خلط الدين بالسياسة لتحقيق أهداف تضر بالدولة؛ وهو ما يتطلب تكاتف كل مؤسسات الدولة، وعدم التهاون في مواجهة تلك الجماعات ومحاصرة محاولات الإضرار بوعي المصريين وترسيخ ظواهر ضارة عانينا منها في أعقاب أحداث يناير 2011 وتكبدنا بسببها خسائر جمة على شتى الأصعدة وما زلنا ندفع ثمنها فادحًا حتى هذه اللحظة.

 

تصحيح المفاهيم المغلوطة

 

 محاولات تزييف الوعي لا تتوقف، الأمر الذي يجعلنا نتنبه لضرورة إيقاظ الهمم لتصحيح المفاهيم المغلوطة عبر خطابات منضبطة ترفع الوعي السياسي بقضايا الساعة داخل مصر وخارجها حيث لا تزال جماعة الإخوان وقادتها يمارسون عملية استنزاف لعقول شبابنا وخداعهم، وهو ما يتطلب من الدولة ومؤسساتها المبادرة بحركة مضادة تستبق حركة جماعات الإرهاب وتنظيماته وتطرح الفكر الديني الوسطي الرشيد وفق مفاهيم صحيحة أعاد الرئيس السيسي تذكيرنا بها خلال احتفال المولد النبوي الشريف مطالبًا بدحض المفاهيم الخاطئة للجماعات المتطرفة بالتوازي مع نشر قيم التعايش والمحبة والمشاركة الإنسانية وغيرها.

ونحمد الله أن شعبنا استفاد كثيرًا من تجارب السنوات الماضية وتشكل لديه وعي بأهداف خبيثة اجتمع لها أهل الشر وقوى التطرف، وأطراف عديدة هنا وهناك تمويلًا وتخطيطًا وتزويدًا بالمعلومات وكلهم يبغون هدم الدولة لكن شعبنا بفطرته يعرف كيف يواجه تلك التحديات والمخاطر.. فقط يحتاج لإستراتيجية بناء وعي مستمر لخلق مجتمع خالٍ من العنف والإرهاب والفساد والمرض؛ مجتمع متماسك بفضائله وقيمه الحضارية الموروثة وتعليمه الجيد، مجتمع الترابط الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى حتى يظل في رباط إلى يوم القيامة.

الجريدة الرسمية