آن الأوان!
آن الأوان للقوى الحية في مجتمعاتنا أن تنهض بدورها في مجابهة الأخطار حتى لا تلقي بنا في هوة سحيقة ليس لها قرار.. دعونا نتصارح بأن ما نراه من سلوكيات خاطئة غريبة على ثقافتنا وتقاليدنا العريقة، التي ساء حالها بعد أحداث يناير ضمن خسائر أكبر منيت بها مصرنا كما قال الرئيس السيسي، الذي أكد أننا خسرنا نحو 400 مليار دولار في 2011 جراء نقص الوعي وتهاون القائمين على نشره..
الحفاظ على القيم
ومن ثم فالأولوية القصوى الآن هي الحفاظ على القيم ورسم سياسة إعلامية تتوخى استعادة الوجه المضيء للأخلاق والأعمدة الأساسية للدولة ومقومات بناء مواطن صالح وهو ما يتطلب -ضمن أشياء أخرى كثيرة- نسج أعمال درامية تقدم قدوة صالحة لشبابنا ونماذج تحض على حب التعلم وتقديس العمل واحترام العلم وممارسة التفكير العقلاني النقدي الرافض للخرافة والتطرف، ونشر سير العظماء والمصلحين والمجددين مصابيح الهداية والاعتدال والوسطية.. أعمال تحرض على ممارسة الرياضة والحرص على النظافة ونبذ العنف والألفاظ النابية وتعاطي المخدرات والتدخين والإهمال والفساد ونهش الأعراض وهتك الحرمات.
لقد أضرت تنظيمات العنف بصورة الإسلام أبلغ الضرر وكلها ترفع شعار "الله أكبر" وهي تنحر رقاب العباد وكلها ولدت من رحم جماعة الإخوان الإرهابية التي تشهد انقسامات واسعة وانشقاقات واتهامات متبادلة بين قياداتها نرجو أن تكتب كلمة النهاية لها.
الإسلام رسالة عالمية جاء بها نبي الرحمة للعالمين، ليكرس قيم التسامح والرحمة والموعظة الحسنة ومكارم الأخلاق ومن رحمة الله بنا أن الإسلام دين دنيا وآخرة، يدعو لعمارة الأرض وطلب العمل وتقديس العمل تمامًا كما يدعو للتزود للآخرة بالعمل الصالح والنيات الصالحة مع المساواة بين البشر.. وهو ما يعني ضرورة أن نعمل لدنيانا كأننا نعيش أبدا وأن نعمل لآخرتنا كأننا نموت غدًا.. وتلك هي المعادلة الصعبة فهل نفهم الغاية الحق لديننا الحنيف؟!