صلاح الأمة مرهون بصلاح الأسرة!
إذا أردنا إصلاح ما نحن فيه من خلل وتراجع على كافة الأصعدة لا مفر من عودة الأسرة والتربية والتعليم والاهتمام بصحة الإنسان وبذل مزيد من الجهد المنظم بحسبانهما من أهم ركائز تشكيل الوعي والعقل والوجدان وغرس المفاهيم الصحيحة في وجدان الصغار من نعومة أظافرهم.. فمن شبّ على شيء شاب عليه.. ثم يأتي دور مراكز الشباب والأندية وقصور الثقافة ومن قبلهما الأزهر والكنيسة.. أجيالنا الجديدة تحتاج لتبسيط المفاهيم ونشر الوسطية ومحاربة الفكر المتطرف.
أما الأسرة فإن صلاح الأمة مرهون بصلاحها لكن أكثرها للأسف تخلى عن دوره فكانت أولى المؤسسات التي تفشت فيها أبشع الجرائم وأكثرها دموية.. وما أكثر ما نقرؤه عن حوادث العنف الأسري التي تتجاوز عقوق الوالدين إلى سفك الدماء وإزهاق الأرواح.. فهل ننتظر ممن انعدم ضميره ولم يترفق بوالديه أن يحسن معاملة جيرانه أو زملائه أو سائر الناس في محيطه.
من يقرأ نقوش المصريين القدماء على معابدهم وأوراقهم ومن يطالع تعاليم الأديان التي اعتنقها المصريون على مر تاريخهم ثم يقارنها بما يراه في شوارعنا يجد فارقًا هائلًا ليس في صالحنا.. فهناك انحدار وانحطاط واضح في السلوك والأخلاق.. فأين صفوة المجتمع وضميره الحي مما يجري.. لماذا تخلوا عن دورهم في التوعية والتوجيه والإرشاد والتنبيه لمواطن القصور والخلل حتى باتت الأخطاء خطايا.. وسفاسف الأمور كبائر تعوق حركة المجتمع وتجره للوراء.