حب الأوطان.. أفعال وليس أقوال!
كم نحتاج اليوم أن نعمل على جميع الجبهات بمثل روح أكتوبر 73.. وبنفس الحماس والكفاءة كلٌ في موقعه لتحقيق انتصار حاسم على الإرهاب والإهمال والفساد، ونشر الوعي الحقيقي لدحض كل وعي زائف.. ثمة معارك كثيرة تحتاج لروح أكتوبر فنحن في معركة مع الزيادة السكانية المنفلتة بلا زيادة مقابلة في الموارد وبلا تخطيط ولا تأهيل للبشر تعليمًا وصحة ووعيًا.. ناهيك عما يشنه أعداؤنا هنا وخارج هنا من حروب نفسية أريد بها توهين العزائم ونشر الإحباط، وصرف الشعب عن دولته التي تعيش اليوم ظروفًا ربما أقسى مما عاشته قبيل العبور العظيم.
حاجتنا كبيرة إلى إعلام قوي محترف يخاطب الداخل والخارج؛ كلًا بلغة يفهمها، ويشرح قضايا مصر العادلة وحقها التاريخي في المياه وفقًا لقانون الأنهار والاتفاقيات والمواثيق الدولية لقطع الطريق على المزايدين والمتربصين.. وشحذ وعي المواطن بهموم بلده وواجباته في تلك المرحلة الفارقة.. كما أننا في حاجة لأحزاب ونخبة جديدة قادرة على تحصين الوعي الشعبي ضد رياح الفتن وسيل الأكاذيب وحملات التشويه المغرضة ومجتمع مدني نشط يدعم الدولة ويكون شريكًا حقيقيًا في التنمية والنجاح.
الوعى وروح أكتوبر
روح أكتوبر كامنة في المصريين، تحتاج لابتعاثها بمزيد من الوعي الرشيد وتحفيز الذاكرة الجماعية بدءًا بطلاب المدارس، مرورًا بالجامعات، وصولًا لرجل الشارع البسيط عبر وسائل الميديا المختلفة والتواصل الاجتماعي، وهي روح ينبغي أن تعود بقوة لحاجتنا إليها أكثر من أي وقت مضى، ولا يفوتني في الختام أن أعيد التذكير بمشهد عجيب رسمه الإخوان في عامهم الذي حكموا البلاد فيه حين طاف رئيسهم باستاد القاهرة في احتفالات أكتوبر وقد دعا قتلة السادات للجلوس في مقدمة الصفوف في مهزلة تراجيدية لا مثيل لها.. فكيف يحتفل قتلة السادات بنصر صنعه السادات واتخذ قراره الخطير.. لكنها جماعة الإخوان التي تضمر لمصر وشعبها شرًا مستطيرًا لا يخفى خطره ولا يؤمن جانبه..حفظ الله مصر شعبها وجيشها وشرطتها.. وحفظ كل من يبني ويرفع رايتها عالية خفاقة تباهي الدنيا بأسرها.
انتصارات أكتوبر علامة بارزة وفارقة في تاريخنا بل من أعظم أيامنا التاريخية في العصر الحديث؛ الاحتفال بها واجب وطني تخليداَ لتضحيات الأبطال وتعليمًا لأجيالنا الجديدة أن حب الأوطان ليس كلامًا بل أفعال تستلزم الإرادة والشجاعة ولسوف نظل نحتفل بها ما دامت فينا حياة.
ويبقى السؤال المهم لماذا غابت روح أكتوبر؟ واجبنا جميعًا شحن الأجيال الجديدة بروح أكتوبر وقد فتحت لنا طريقًا بلا نهاية. أكتوبر ثورة وليس معركة فحسب.