اللامعقول في بلدنا!
كثيرة هى الحوادث والتصرفات اللامعقولة التى تشهدها بلدنا هذه الأيام، فهناك كميات ضخمة من لقاحات كورونا يتم الاستيلاء عليها وإلقاؤها فى ترعة بإحدى قرى المنيا، ولا نعرف حتى الآن كيف حدث ذلك ولماذا فى وقت ينتظر منذ أسابيع آلاف المسجلين للحصول على اللقاح، وهناك ميكروباص قيل إنه سقط فى النيل فى أحد ضواحى القاهرة ولم يتم العثور عليه أو على ركابه بعد بحث دام لعدة أيام ودون أن تقدم بلاغات للشرطة باختفاء أحد ولم يتأكد بعد سقوط الميكروباص فى النيل.
وهناك أيضا تطوير للتعليم بدأ منذ أكثر من ثلاث سنوات شمل المناهج وأساليب التعليم بينما لم يتطرق هذا التطوير ليشمل توفير الأبنية المدرسية وتوفير النقص الكبير فى المدرسين وإلقاء الوزير المختص اللوم على زميله وزير المالية.. وهناك كذلك اقتلاع لا يتوقف للأشجار فى شوارع القاهرة الكبرى من أجل توسعة الطرق أمام السيارات بينما ينتظم عدد من وزراء الحكومة فى اجتماعات لتنفيذ وتطبيق الاقتصاد الأخضر!.. وفوق ذلك كله ينشر الممثل الذى منح نفسه رقم واحد فيديو وهو يرقص مع مضيفات طائرة رغم أنه خسر قضيته مع كابتن طائرة شاركه الجلوس فى كابينة القيادة، وفى ذات الوقت لا يتحرك أحد للتحقيق فيما حدث حتى ولو كانت طائرته الخاصة!
أليس ذلك كله يندرج تحت خانة اللامعقول من الأمور والحوادث والتصرفات.. وبالطبع ليس غريبا أن تستأثر باهتمام الإعلام الذى إعتاد أن يهتم بالرجل الذى يعض الكلب وليس العكس، فى ظل عدم وجود معلومات دقيقة وصحيحة توفرها المصادر الرسمية المنوط بها ذلك أساسا.
أى أننا إزاء مشكلة مزدوجة.. من ناحية نقص فى المعلومات لعدم الاهتمام من بعض المسئولين عن توفيرها لرأى عام ينتظرها باهتمام.. ومن ناحية أخرى نقص فى اجتهاد الإعلام للبحث عن هذه المعلومات.. ولذلك تتحول بعض الأحداث والتصرفات لدينا إلى ألغاز لا تجد تفسيرا لها.. ولذلك لا يظفر الرأى العام بالاطمئنان، بل على العكس يتزايد قلقه أكثر، وقلق الرأى العام لا يتحقق معه الاستقرار المنشود للمجتمع.