الوزير والمدارس!
مع بدء الدراسة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى العديد من الصور التى تظهر وجود تكدس شديد فى الفصول بالطلاب. وإذا كان وزير التعليم الدكتور طارق شوقى يطعن فى بعض هذه الصور للنيل منه ومن خطته لتطوير التعليم فإنه شخصيا لا ينكر إن لدينا نقصا في الأبنية المدرسية لتخفيف كثافة الفصول الدراسية المكتظة بالطلاب، مثلما لا ينكر أيضا وجود نقص فى المدرسين وهم مع الأبنية المدرسية عنصران مهمان في النهوض بالعملية التعليمية.
نعم أى جديد في أى مجال يواجه بمقاومة.. ونعم هناك من يستهدف وزير التعليم شخصيا لأسباب عديدة شتى بعضها يتعلق بالمصالح وبعضها يتعلق بمشاكل فى التواصل مع أولياء الامور الذين لهم مخاوف.. ولكن ذلك ينبغى ألا ينسينا أننا لدينا حتى مشكلة مزدوجة تواجه أى تطوير للتعليم، تتمثل فى نقص الأبنية المدرسية وأيضًا في نقص المدرسين.. وقد تبين أنه لا حل لهاتين المشكلتين بالإعتماد على الجهود والمبادرات الفردية وأعمال التطوع وحدها.. كما لا تكفى ميزانية وزارة التعليم لإحداث إختراق لهاتين المشكلتين..
لذلك يتعين أن تتصدى لحل المشكلتين الحكومة كلها، من خلال مبادرة أو أكثر فى هذا الصدد تتبناها وتوفر التمويل اللازم لها.. وربما يساعد الحكومة على ذلك أن مبادرة تطوير الريف المصرى (حياة كريمة) تتضمن في إطارها بناء لأبنية مدرسية في قرى مصر التى تزيد على الأربعة ألآف قرية.
وليكن معلوما لنا جميعا أن تطوير التعليم يعتمد على عناصر ثلاث.. المدرس والمدرسة والمناهج المدرسية.. ولا يكفى أن نطور المناهج فقط مع أهميتها الشديدة لنطور التعليم، وإنما يتعين أن نوفر المدارس والمدرسين ونضمن إنتظام الطلاب بالمدارس مع تطوير فلسفة التعليم والمناهج الدراسية.